الغد أول صحيفة عربية مالية
نهاية مهمة رئيس الوزراء في مالي

السبسي: خطر تقسيم ليبيا «داهم حقّا».. ومبادرة تونسية لـ رأب الصدع

بواسطة kibaru
أرشيف

أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، قيام بلاده بمبادرة لـ«رأب الصدع في ليبيا، بالتنسيق مع الجزائر ومصر»، مشيرًا إلى توجه لعقد اجتماعات على مستوى وزراء الشؤون الخارجية للبلدان الثلاثة، وبعد ذلك على مستوى رؤساء الدول.

استقرار ليبيا «أهمية قصوى»
وقال السبسي في حوار مع مجلة «ليدرز» التونسية لعدد هذا الشهر، إن «استقرار الأوضاع في ليبيا - هذا البلد الذي يخيّم عليه شبح الانقسام المخيف، وتهدده مواجهات مسلحة داخلية تنذر بوخيم العواقب وفادح الضرر- أهمية قصوى، الأمر الذي يدعو تونس إلى العمل مع الجارين الأقرب إلى ليبيا والمعنًيَّيْنً بدرجة أولى بالأوضاع هناك، ويعني بهما الجزائر ومصر، إلى تسهيل سبل الحِوار بين مختلف الأطراف الليبية وتمكينها من تحقيق الوفاق المطلوب».

وأكد الرئيس التونسي «حضور المسألة الليبية بشكل لافت في العاصمة الجزائرية في لقاء جمعه بالرئيس بوتفليقة، وأوفد وزيره للشؤون الخارجية إلى القاهرة للقاء الرئيس السيسي لطرح مبادرة سياسية لحل الأزمة».

«تونس بصدد العمل لرأب الصدع وإصلاح ذات البين وتقريب الشقّة وإحلال الوئام والوحدة الوطنية»

وفي هذا السياق، أوضح السبسي أن «تونس بصدد العمل لرأب الصدع وإصلاح ذات البين وتقريب الشقّة وإحلال الوئام والوحدة الوطنية، وكلّها أشياء لا تصب إطلاقا في صالح الأطراف المترددة».

وشدد: «بوسعنا أن نمضي قُدمًا على هذا الدرب وأن نعقد اجتماعات على مستوى وزراء الشؤون الخارجية للبلدان الثلاثة (تونس الجزائر ومصر)، وبعد ذلك على مستوى رؤساء الدول».

وأضاف السبسي الذي دخلت رئاسته للبلاد عامها الثالث، أن «لجيران ليبيا الأقربين ما يقولونه في شأن الوضع في هذا البلد، لأن البلدان المحاذية مباشرة لليبيا وهي الجزائر ومصر وتونس لها مصلحة أكبر في أن ترى ليبيا جادّة في رأب الصدع، متّجهة إلى الوفاق والوحدة الوطنية، ولا يحق لأيّ بلد جار أن يتدخّل اعتمادًا على أجندة خاصّة». مضيفا أن «الأجندة الوحيدة تبقى أجندة ليبيا والليبيين، وأنّ خطر التقسيم داهم حقّا، وعندها تكون الطامة الكبرى».

تونس تقف مع ليبيا البلد وتحرص على أن لا تكون ليبيا عُرضة إلى الانقسام أو إلى التجزئة

وبخصوص موقف تونس من أطراف النزاع في ليبيا، قال إنه «ليس لتونس أيّ موقف لفائدة هذا الطرف، ولا ضدّ الآخر. فهي تقف مع ليبيا البلد وتحرص على أن لا تكون ليبيا عرضة إلى الانقسام أو إلى التجزئة».

وفي علاقات بلاده مع الليبيين شدد «أي دولة، تأخذ في الاعتبار عاملي التاريخ والجغرافيا، وتتوسّط تونس بلدين جارين، وقد قمنا بالكثير مع الجزائر على الصعيد الأمني. حدودنا مُؤَمَّنة بشكل أفضل. إلَّا أن الوضع ليس بهذا الشكل مع ليبيا، لأن الحدود ممتدة على طول 500 كيلومتر أو أكثر، يمرّ منها دفق من السلع ومن المهرّبين ومن الإرهابيين».

لم تعد هناك دولة في ليبيا
واستدرك: «لا نكف عن القول إنّ تونس وليبيا تشكّلان بلدا واحدا بدولتين. لكن اليوم لم تعد هناك دولة في ليبيا، غاية ما هنالك مجموعات عديدة مدججة بالسلاح» على حد تعبيره.

وفي موضوع متصل بجدل عودة الجهاديين التونسيين من بؤر التوتر في العراق وسورية وليبيا، نفى السبسي ذلك، قائلا «نُحاكَمَ على النوايا وأن يدَّعي البعض أننا نريد عودة الإرهابيين، فتلك قضية زائفة». مؤكدا احترامه لدستور البلاد وتطبيق القانون بكل صرامة ولا حرية على الإطلاق لمن يثبت أنه مجرم.

تتزامن تصريحات السبسي حول تحركات بلاده مع الجزائر والقاهرة لحل الأزمة الليبية مع تأكيد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، اليوم لجريدة «الأهرام» المصرية أن سبب لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي على هامش زيارته القاهرة، الأوضاع في ليبيا، مشيرا إلى وجود تنسيق قوي بين مصر وتونس بالتعاون مع الجزائر لإيجاد حل سياسي في ليبيا.

 

المصدر: بوابة الوسط