في مساء يوم أمس الجمعة إلتقى وفد من اللجنة المكلفة بصياغة ميثاق الوحدة الوطنية في مالي؛ المكون من حركات منسقية "سيما" وتجمع حركات بلاتفورم إضافة إلى الحكومة المالية، بالجالية المالية المقيمة بالمملكة العربية السعودية بجميع أنواعها للاستماع لهم وأخذ آرائهم بعين الإعتبار لصياغة ميثاق وطني شامل،
وفي هذا السياق ذكر مؤيدو الحكومة المالية من الجالية بأنهم لايرون مايشجع الإنفصال الذي يروج له البعض، واكتفوا بالمطالبة بإمكان المواطنين من حقوقهم في إطار سيادة الدولة على جميع أراضيها، وتوزيع عادل للسلطات بمختلف الولايات الشمالية.
أما مناصري حركات "سيما"، استعرضوا ماسموه بالنضال الشعبي الأزوادي في بيان عرضوه أمام الوفد، والذي استهلوه بقدوم الإستعمار الفرنسي نهايات القرن التاسع عشر الميلادي حيث انطلقت الكثير من الحركات التحررية المقاومة للاستعمار بمختلف مدن الشمال، كما وضحوا في بيانهم دور الزعماء التقليديين في محاربة الاستعمار الفرنسي.
وأبرز البيان أيضا تفاصيل مختلف التمردات قبل استقلال مالي وبعده منذ عقد مؤتمر تمبكتو الأول عام 1957م ثم المؤتمر الثاني بنفس المكان عام 1958م، وكذلك أحداث عام 1990 المنطلقة من مدينة منكا، مرورا بأحداث 2006 الى التمرد الأخير، وكانت ثورة سياسية وعسكرية وثقافية ولكنها حوصرت عالميا وانتهت بمصالحة صورية تم توقيعها في الجزائر تحت ضغط إقليمي ودولي؛ ومع ذلك تحققت انجازات مهمة غير مسبوقة، حيث تم توقيع اتفاق سياسي برعاية دولية لأول مرة، وفق البيان.
وطالب موقعوا البيان بتطبيق جميع بنود اتفاقية الجزائر الموقعة بتاريخ 20 / 6 / 2015 م دون تغيير أو تعديل، كما عبروا عن رفضهم ربط ماوصفوه بالمطلب الأزوادي بقضايا الإرهاب العالمية، واختتموا بيانهم بالتأكيد على تمسكهم بمسمى "أزواد" للمنطقة الجغرافية التي تضم ولايات (كيدال - منكا - قاوا- تمبكتو و تودني )، ومنحه وضعا سياسيا وأمنيا واقتصاديا وثقافيا عادلا ليعيش بسلام كغيره من شعوب العالم.
هذا وتحتضن مدن مالية كثيرة مثل هذه اللقاءات والحوارات الجادة وكذلك مختلف الدول التي يقيم فيها عددا من الماليين لصياغة ميثاق الوحدة والمصالحة الوطنية.
تجدر الإشارة إلى أن في 15 مايو، تم تعيين أعضاء لجنة صياغة الميثاق الوطني والتي تم تقسيمها إلى مجموعتين هما "لجنة صياغة ميثاق السلم والوحدة والمصالحة الوطنية" و "لجنة التنمية ورسم خرائط تراب البلاد". وعلينا أن نتذكر أنه في نهاية أعمال مؤتمر الوفاق الوطني في فترة مابين 27 مارس إلى غاية 2 أبريل الماضي ظلت قضيتين رئيسيتين دون حل، وهي ميثاق السلم والوحدة والمصالحة الوطنية وتسمية "أزواد". ومن المقرر أن تعمل هذه اللجان على إيجاد حلول لذلك من خلال اللقاءات والحوارات الجادة مع مختلف الشعوب.