حسين أغ عيسى*
توفي ثلاثة أطفال نتيجة إصابتهم بـ داء السعال الديكي، وتزايد حالات الإصابات بالمرض في صفوف النساء الحوامل و الأطفال بمنطقة تيجيريرت ألاتا.
أكّدت مصادر طبية في منطقة تيجيريرت- ألاتا التابعة إداريا لولاية منكا، أقصى شمال شرق مالي، والتي تبعد حوالي 360 كلم عن مدينة غاوا كبرى مدن الشمال وتقع 170كلم فقط عن منكا، أن ثلاثة أطفال رضع توفوا الأسبوع الماضي، متأثرين بـ داء السعال الديكي.
وقال الدكتور حسن آلا، الذي يترأس إدارة عيادة «تهانينت» الصحية، لصحيفة "الغد" أول صحيفة عربية-فرنسية في مالي، إن "داء السعال الديكي وباء خطير يصيب الجهاز التنفسي و هو معدي ينتشر بسرعة في المنطقة نتيجة غياب الرعاية الصحية للدولة و المنظمات الصحية". مشيرا إلى أن المرض يصيب جميع أشكال البشر ولكنه خطرٌ أكثر على النساء الحوامل والاطفال، والعلاج الوحيد لايقافه هو تقديم بعض الأدوية لتخفيف مضاعفات العدوى و إعطاء التطعيمات الأولية الأساسية لأطفال المنطقة.
وأضافت مصادرنا التي تُسيّر العيادة الطبية الوحيدة في بلدة تيجيريرت، والتي تعمل بجهود خاصة لأبناء البلدة في الداخل والخارج في ظل غياب المستوصفات الحكومية، أن الطفلة ميمة ولت محمود فرنكا، (11 شهرا) توفيت، الجمعة الماضي في بلدة تيجيريرت، وسبقها وفاة الطفل محمد أغ عيسى أبمبارا (سنتين) و الرضيع اغالي أغ عيسى ابمبارا (6 أشهر). وهناك أطفال آخرين مصابون بالمرض وحالتهم خطيرة.
هذا وناشد أهالي المنطقة، الجهات المختصة والمنظمات الدولية سرعة التدخل لتلافي انتشار هذا الوباء الذي يزداد انتشارا يوما بعد آخر، ويأتي هذا في ظل تخاذل وعدم اكتراث الجهات الصحية في الولاية.
حيث يقول الدكتور حسن آلا، "لم تتواصل معنا أي جهة كانت و بعد اتصالاتي المتكررة بعمدة البلدة تم إرسال كمية بسيطة من التطعيمات التي تمت وبسرعة". مؤكدا أن التطعيمات قدمت من طرف العمدة بالتنسيق مع منظمة أطباء العالم البلجيكية، واستفاد منها حوالي 270 شخص فقط في من منطقة يصل تعداد سكانها أكثر من 17 ألف نسمة.
تجدر الإشارة إلى أن السعال الديكي هو مرض تنفسي تسببه بكتيريا تسمى بورديتيلا بيرتوسيس، شديدة العدوى للأشخاص غير المنومين ، يمكن أن يكون السعال الديكي خطيرًا عند الرضع والضعفاء، ويعتمد العلاج على المضادات الحيوية.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه في كل عام يموت 300 ألف طفل بسبب هذا المرض من 40 إلى 60 مليون من المتضررين ، غالبيتهم في البلدان النامية.