سافر وفدا رفيع المستوى من تنسيقية حركات أزواد (سيما) إلى نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، ومن بين شخصيات الحركات المتمردة سابقا المسافرين، الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، على التوالي بلال أغ الشريف والعباس أغ إنتالا وجميعهم من جهة كيدال ويضم الوفد أيضا ممثلا رفيع المستوى للجنة العليا الاجتماعية في المنسقية، محمد ولد محمود.
ولايزال الغرض من هذه الرحلة إلى بلد العم سام الذي سيكون بعد توقف قصير في فرنسا مجهولة ووفقا لبعض المصادر، فإنها ستكون مرتبطة باتفاق السلام والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر.
تأتي هذه الرحلة لقادة سيما للولايات المتحدة الأمريكية بعد الجدل الذي أثير في سبتمبر الماضي على الأسباب التي أدت إلى إلغاء الرحلة التي كانت ستضم العباس أغ إنتالا للمشاركة فى الوفد المالى للدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للامم المتحدة.
وكان البعض قد أرجع ذلك إلى أنه في كيدال ولم يكن لديه تأشيرة. وذكر البعض أنه يخشى أن يتم القبض عليه مباشرة على الأراضي الامريكية بالرغم من تأشيرته حيث أنه كان مدرجا في القائمة السوداء للارهابيين المطلوبين من قبل الولايات المتحدة، بينما كان اسمه هناك بسبب انتمائه إلى حركة أنصار الدين مع إياد أغ غالي، إلا أن اليوم لم يعد الحال كما هو فالحكومة المالية ألغت عنه جميع التهم الموجهة إليه منذ انضمامه إلى عملية السلام.
وهكذا، اتضح أن أيا من هذه الأسباب لا يستند إلى أسس سليمة.
والواقع أن أغ إنتالا قد حصل بالفعل على تأشيرته ولكن كان عليه أن يؤجل رحلته ليوم واحد لتمثيل أخيه أمنوكال محمد أغ إنتالا في التجهيز لزوجة الأخير التي كانت تسافر إلى مكة المكرمة لأغراض الحج، ولذلك لم يتمكن العباس أغ إنتالا من السفر إلى الولايات المتحدة لأنه على الرغم من تأشيراته الأمريكية، كان عليه أيضا التوقف في بلدين أوروبيين. كما كان ذلك اليوم عطلة، وقال انه قرر طواعية التخلي عن هذه الرحلة على الرغم من جميع الترتيبات المتخذة وفقا للمتحدث بإسمه ألمو أغ محمد والذي أكد أيضا لصحيفة "الغد" أول صحيفة عربية-فرنسية في مالي، بأن الوفد اتجه للولايات المتحدة الأمريكية من أجل عمل سيستمر لعشرة أيام، دون ذكر طبيعة هذا العمل.
وتجدر الإشارة إلى أن العباس أغ إنتالا، شأنه في ذلك شأن معظم الجهات الفاعلة في عملية السلام، حر في جميع حركاتهم ويمكنهم أن يسافروا إلى أي مكان. إلا في حالة سفرهم للقيام بأنشطة ضارة ضد مالي وأسس الجمهورية.
نشير إلى أن وفدا من سيما، مكونا من سيدي إبراهيم ولد سيداتي، الأمين العام للحركة العربية الأزوادية ورضوان أغ برهي، ممثلا للمجلس الأعلى، لم يبدوا أي قلق في الولايات المتحدة بناء على دعوة منظمة غير حكومية أمريكية في مارس الماضي. ولم يتمكن بلال أغ الشريف من الحصول على تأشيرته بسبب التأخير في تجهيز ملف لم يحترمه لأنه لم يحتفظ إلا ببطاقة لاجئ صادرة عن سلطات بوركينافاسو بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.