الغد أول صحيفة عربية مالية
نهاية مهمة رئيس الوزراء في مالي

الجفاف في شمال مالي يقلق الرعاة ويضيق الخناق على المواشي

بواسطة kibaru

مع انتصاف الصيف تشتد معاناة الرعاة في صحراء شمال مالي نتيجة الجفاف والنقص الحاد في أعلاف الماشية فيتم التخلص من عشرات آلاف الرؤوس من الأغنام والبقر لعدم قدرة أصحابها على إطعامها وتوفير المياه لها، كما تضاعفت أسعار الأعلاف و جدبت مساحة الأراضي المعروفة لدى الرعاة للرعي.
 
في هذا الصدد يقول أخمدو ديكو، و هو راعي ستيني يعيش في بوادي قرية "تين جامبان" الواقعة حوالي 30كلم شرق تمبكتو، "هذا الجفاف كبّدنا خسائر كبيرة و جعلنا نتداين لسد حاجاتنا" ويواصل حديثه "ان قلة المراعي والمياه جعلت العديد من القطعان تصاب بأمراض في حين لايقدر الرعاة توفير العلاجات اللازمة لها".  ويضيف أنه رغم تأخير الأمطار هذا العام بالمقارنة بالسنوات الأربعة الماضية، فإن البراري شمال وشرق تمبكتو مرورا بقاوا وتودني تعاني مع دخول الصيف وحالة من القحط الشديد دفع مربي الأغنام إلى الاعتماد مبكرا على الأعلاف. 
 
ومن الواضح أن الامطار القليلة التي شهدتها المنطقة في السنة الماضية لم تسعف كثيرا من المواشي لأنها لم تتزامن مع حلول الموسم المعروف بموسم الأمطار في المنطقة بأسرها ما جعل المنطقة تعاني من جفاف حاد.  و يؤكد رعاة استطلعت صحيفة "الغد" أول صحيفة عربية-فرنسية في مالي، آراءهم في عدد من المناطق  أن محصول المواشي في شمال مالي يبقى مرتبطا بالتساقطات المطرية حيث شددوا على أنه لا يمكن لهم المغامرة بالنقل من منطقة إلى أخرى في ظل شح الموارد المالية. ونددوا هؤلاء بالجفاف الذي تشهده المنطقة وطالبوا الجهات المعنية بالتحرك قبل فوات الأوان.
وأفادت المصادر ذاتها أن بعض مناطق شمال النهر أعماق الصحراء وحدها من حظيت بغطاء نباتي معقول هذه السنة ومع أن جفاف هذه المناطق لم يثني المنتجعين عن العودة إليها واستغلال القليل من الأعشاب الذي نبت بها ،فإن القلق يساورهم، إذ قدم الأهالي من جنوب النهر، بكثرة للإستنجاد بالأعشاب القليلة المتواجدة ببوادي شمال النهر.
 
الجدير ذكره أن أغلبية سكان مناطق شمال مالي يعتمدون على بيع الأغنام ومنتجاتها في تدبير معيشتهم، بهذا الجفاف وقلة الإنتاج وارتفاع أسعار الأعلاف ضاعف فقرهم وكلّفهم خسائر باهظة وأضر بمصدر رزقهم وراكم الديون عليهم.