يعاني أهالي مدينة تين بكتو أقصى شمال غرب مالي، ضعف الخدمات الصحية فيها ويتمنون أن تزيد وزارة الصحة اهتمامها بالمدينة، وذلك لأنها تتسع يوما بعد يوم بعودة اللاجئين، والخدمات الصحية بها لا تزال كما كانت في الماضي دون أن يطرأ عليها تغيير، إذ تظل المراكز الصحية والمستشفيات تشكو الأعداد المتزايدة من المرضى، وضعف الأجهزة الطبية، مما يجعل الكثير من المواطنين حائرين أمام هذه المشكلة ويتذمرون من عدم تطوير المراكز الصحية وزيادة أعدادها، إذ يتكتل المرضى في مركزين صحيين هما مركز بيمي والمستشفى المركزي.
يقول كربا مادو تراوري، مسن متقاعد كان يعمل صيدلاني عاش في تين بكتو شبابه ولا يزال يعيش فيها، "أتساءل عن سبب ضعف الخدمات الصحية في مدينة تاريخية كبيرة مثل تين بكتو، في حين أن بعض المدن الصغيرة كـسيقو أفضل منها بكثير".
وأشار تراوري إلى أنه فوجئ يوما من الأيام عندما راجع المستشفى المركزي وعلم بعدم وجود الإشاعات الصدرية، لأن الطبيب الذي كان يقوم بها مجاز وليس هناك بديل مكانه، وانه ليس الوحيد الذي راجع المستشفى من أجل هذا الطبيب بل غيره كثير ممن امتعضوا لعدم وجوده، في مستشفى كبير ومدينة أكبر.
ويشكو تراوري، طول انتظار المراجعين في المستشفى الوحيد في المدينة المعروف بمستشفى تين بكتو، والذي يزدحم فيه المرضى في انتظار الدور لدى مساعد الطبيب للحصول على وصل الدخول على الطبيب، وعند وصوله إلى الطبيب يكون قد أصيب بالتعب و الإرهاق وقد يعطيه الطبيب موعدا آخر.
يضيف تراوري "إن المستشفى أيضا يشكوا عدم وجود أجهزة طبية متطورة، وان الأجهزة الموجودة بها قديمة جدا، قد لا تعطي أرقام دقيقة خصوصا في قياس الضغط، وهذا يعتبر إلى حد ما خطرا على صحة المرضى، خصوصا من لديهم مرض ضغط الدم".
ويشدد تراوري على ضرورة وجود جولات مستمرة لوزارة الصحة في المدينة وذلك ليحثوا العاملين فيها على الاهتمام ومضاعفة الجهد لرفع مستوى الخدمات الصحية.
في هذا الصدد يعلق الدكتور عثمان ميغا، مسؤول في الإدارة الجهوية للصحة في مدينة تين بكتو، "الحكومة تحاول قدر الإمكان تطوير الوضع الصحي في تين بكتو ولكن لا يخفى على أحد أننا نعاني من أزمة منذ سنوات وليس القطاع الصحي فقط من عانى منها بل جميع القطاعات بالمدينة تعاني، لولا مساعدات شركاؤنا في المنظمات الإنسانية الدولية لما استطعنا تقديم ما نقدمه من خدمات نظرا لغياب الأمن في المنطقة برمتها واستهداف ممتلكات الدولة من قبل جماعات مسلحة مجهولة".
أما فاطمة سيسي، الجالسة على سريرها في إحدى غرف العناية بمركز بيمي المصابة بمرض سرطان الثدي، فهي تعبر عن بطء المواعيد والفوضوية التي تعيشها الخدمات الصحية في هذا المركز، قائلة: "أعاني منذ زمن بعيد في هذه المستشفيات والمراكز الصحية التي تعودت على الازدحام وبطء مواعيدها وقلة الأدوية فيها".
مؤكدة في نفس الوقت أنها "تشتري جميع أدويتها في صيدلية خارج المركز الصحي زيادة على ما تدفعه للطبيب مقابل الفحوصات".
وكان عمدة بلدية المدينة، هلي عثمان سيسي، قد قال في تصريحات سابقة، إنه لم يكن راضيا كثيرا عن الخدمات الصحية في الشمال بشكل عام وفي تين بكتو على وجه الخصوص، وعلى ذلك يبقى أمل المواطنين معلقا بإنشاء مراكز صحية أهلية حرة، وطالب العمدة رجال الأعمال بالاستثمار في قطاع الصحة، مشيرا إلى أن "التطوير والتقدم لا يأتي إلا عن طريق الخدمات الحرة بجانب الخدمات الحكومية".