الغد أول صحيفة عربية مالية
نهاية مهمة رئيس الوزراء في مالي

المواطنون: "الإهانة والإذلال" أساليب الحصول على البطاقة الإلكترونية في مالي

بواسطة kibaru
صور لجموع من النساء والرجال أمام مركز التسجيل بكروفينا

يشكو المواطن في مالي بشكل عام والعاصمة باماكو على وجه الخصوص من إجراءات سجل السكان للحصول على الوثائق المؤمنة التي قالوا بأنها تحولت إلى مكان لإهانة المواطن والعبث بوقته وجهده.
 
وفي زيارتك للمركز الوطني الوحيد في باماكو أو الوحيد في مالي أجمع المتواجد في حي "كروفينا" قلب العاصمة باماكو والذي يقوم باصدار البطاقة الإلكترونية "نينا" تجد طوابير وصفت بالإذلالية يومية لمئات الأطفال والنساء والرجال من أجل الحصول على هذه البطاقة التي ربطت الحكومة جميع الملفات بها وعندما يصلون بعد يومين أو ثلاثة إلى مساعد الحاكم الذي هو المسؤول عن كل هذا يقول لهم لا شكليات عندنا أو أرجع بعد يوم أو يومين وتتكرر هذه الكلمات من حين لآخر وليوم إلى يوم، وان كنت محظوظا ودفعت له تحت الطاولة يقول لك ارجع في المساء، دون علم الحاكم هناك أو يعلم ولا يبالي.
 
من جهتها تحدثت فودي سيسكو، وهي مواطنة من مدينة سيقو عن حالات عديدة من ضياع حقوق المواطنين بسبب عدم حصولهم على هذه البطاقة سواء المرضى الذين يحتاجون الدواء فى الخارج وكذلك الطلاب المحتاجين لأوراقهم فى السفر فضلا عن الأسر القاطنة في الداخل والتي يتوجب عليها التنقل إلى باماكو للحصول على هذه الوثائق. مضيقة في حديثها لصحيفة "الغد"، "يبقى جهل موظفي مركز التسجيل لمختلف اللغات المحلية عائقا مهما أيضا ولا تهتم الحكومة بذلك لأنها لم توظف مترجمين من مختلف اللهجات المحلية لمساعدة المواطن العادي". واختتمت فودي حديثها قائلة: "إذا كنت لاتجيد البمبارية أو الفرنسية فأنت لست مواطنا لأن لا أحد يعرف ماتقول بل أحيانا يستهزأ بك الموظف ويضحك في وجهك إذهب وتعلم اللغة أو ابحث عن مترجم حتى أتمكن من التفاهم معك".
 
ومن الملحوظ تجمهر مواطنون من وسط البلاد كما هو حال الشمال أمام وداخل هذا المقر يطلبون هذه البطاقة لتقديم طلب جواز السفر أو لتقديم ملف كامل ولأن الحصول عليها يستلزم مغادرة جميع مدن الشمال إلى باماكو وإلى مقر كروفينا تحديدا، ولايعرف المسؤول بأن هناك مئات الأطفال والنساء والرجال محرومين من الحصول على حقوقهم من وثائق السفر أو ملف مشاركة في إحدى المسابقات الوطنية وحتى التعليم بسبب امتناعه عن منحه هذه البطاقة الإلكترونية التي لايرى لها هؤلاء أي منفعة حيث توجد البطاقة الشخصية القديمة المعروفة.
 
وتساءل عبدالرحمن ميقا، طالب من مدينة تمبكتو قابلته صحيفة "الغد" أول صحيفة عربية-فرنسية في مالي، في مركز كروفينا وهو يحاول إستخراج وصل البطاقة الإلكترونية ليقدم لجواز السفر حتى يتمكن من تقديم ملفه للحصول على منحة دراسية الى الجزائر، هل "صعوبة الحصول على هذا الوصل وإهانة المواطنين عن طريقه هي أوامر يتم تنفيذها أم أعمال فردية"؟ وتابع الطالب ميقا بالقول: "نحن نرى المشكلة وهي أننا فقراء فالغني يأتي ويسجل مباشرة دون موعد ونحن نأتي عشرات المرات حتى نتمكن من التسجيل بمواعيد واهانات مستمرة، فحتى الأجانب يحصلون عليها بدفع الرشوة هذا كله أمور تتكرر أمام أعيننا في كل يوم".
 
هذا وتجدر الإشارة إلى أنه حتى في السفارات المالية لاتوجد اية طريقة لتبصيم المواطنين المقيمين لمساعدتهم في الحصول على هذه الوثيقة باستثناء السفارة في فرنسا التي أعلنت الحكومة سابقا بتجهيزها بعد المسيرات السلمية الشعبية للجالية المالية في فرنسا التي أدت إلى سيطرت المتظاهرين على مبنى السفارة طالبين من الدولة أن تفتح لهم التسجيل للحصول على البطاقة الإلكترونية عن طريق السفارة. 
وفي هذا الصدد صرح الصحفي المالي الأصل علي الأنصاري والذي يسكن في المغرب قائلا: "السفارة المالية هنا في الرباط لاتتعامل مع المواطنين العاديين لاسيما الطوراق منهم بقدر ما تتقرب لبعض الشخصيات التابعة لمنسقية حركات سيما، ما يعني أنك إذا احتجت لخدمة في السفارة لابد من وسيط من قادة سيما، حينئذ يستقبلك السفير شخصيا، وبالتالي السفارة لاتملك آلة تبصيم الناس للحصول على البطاقة أو الجواز الإلكتروني يجب عليك التوجه إلى باماكو وقد ترجع بدونها نظرا لصعوبة الإجراءات هناك أيضا".