الغد أول صحيفة عربية مالية
نهاية مهمة رئيس الوزراء في مالي

حملة هدم البارات في ’’تمبكتو’’ بين مؤيد ومعارض

بواسطة kibaru

مئات من الشباب يشاركون في حملة لهدم البارات في مدينة تمبكتو في مالي في ظل ما أطلقوا عليه "ثورة الشباب ضد الكحول والمخدرات"، وقد أثارت تلك الحملة ردود فعل متباينة فالبعض يؤيدها لأن بيع الخمور "ظاهرة دخيلة على الطابع الإسلامي للمدينة"، بينما يرى معارضوها أنه يجب احترام حرية الآخرين.

 

 وُصفت بعاصمة الحضارة الإسلامية في مالي بل في قارة افريقيا أجمع، إنها مدينة تمبكتو التي أُطلق عليها أيضا مدينة الـ333 وليا نظرا لاحتضانها عددا كبيرا من علماء الدين اعتبرهم العامة أولياء صالحين. 

بهذه الحجة، ترى بعض المجموعات الشبابية في مدينة تمبكتو أن بيع المسكرات ظاهرة دخيلة على المجتمع ولا تمت له بصلة، وترفض تناولها لما لها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع. 

 وأطلق هؤلاء الشباب مبادرة تحمل اسم "ثورة الشباب ضد الكحول والمخدرات" أدت إلى هدم ملهى "كالمي" الليلي، وهو الملهى الوحيد في مدينة تمبكتو ويقع في حي "همابنغو" الشعبي القديم وسط المدينة إضافة إلى بارات أخرى في الخامس والعشرين من شهر فبراير الماضي. 

 

ملهى كالمي وهو يحترق

 

 واتهم سندوم سيسكو، مالك ملهى "كالمي" ما وصفها بالأيادي الخفية بالوقوف وراء مئات الأطفال والنساء الذين قضوا على ممتلكاته، مضيفا "سمعتهم يرددون الله أكبر أثناء هجومهم علينا ولا أعتقد بأنهم بكامل عقلهم".

وعندما سألناه عن الطريق التي يوصل بها الخمور إلى المدينة، قال سيسكو "نوصلها عن طريق البر وأحيانا عبر السفن بواسطة نهر النيجر". 

 

 وأوضح سيسكو أن "البيرة الواحدة في تمبكتو تباع بـ 750 فرنك سيفا وتانق الصغيرة بـ 150 فرنكا بينما يشترونها في موبتي وسط البلاد بأقل من ذلك بـ45 في المائة".

وقدر سيسكو خسائره بحوالي 20 مليون فرنك سيفا ، وقال إن من هاجموا ملهاه "لم يكسروا المكان فحسب بل نهبوه أيضا".

 

 في المقابل، رفض رئيس مبادرة "الثورة ضد الكحول والمخدرات"، ألفا بوبكر تندينا، البالغ من العمر حوالي 30 سنة ويعمل ممرضا بمستشفى المدينة، تقديرات الخسائر التي ذكرها سيسكو كخسائر كما نفى أيضا وقوف جهة وراء عمليتهم. 

 

صورة رئيس الجمعية الثائرة ضد الكحول وصاحب المبادرة

 

وقال تندينا "أسسنا جمعيتنا منذ شهر أكتوبر 2016 لغرض الوقوف في وجه ظاهرة بيع الخمور في مدينتنا المقدسة ولحماية إخواننا الصغار من الضياع بجهودنا الذاتية، فنحن لاحظنا أن هذه البارات يرتادها الصغار أكثر من الكبار ما سبب تسرب بعضهم من المدارس لإدمانهم على الكحول"، مضيفا "الأخطر أنهم يبيعون لهؤلاء الصغار حبوب ترامادول إلى جانب الخمور".

 وأكد تندينا أنهم قاموا بتنظيم دورات توعية بمختلف أحياء المدينة والمدارس عن أضرار المخدرات والكحول و حذروا الجميع من بيعها لكن دون جدوى ولذلك قرروا هدم الملهى الذي وصفه بـ"وكر للدعارة والمخدرات".

 وأوضح رئيس المبادرة أن "هناك العديد من الشبان تخلوا عن الكحول بفضل جمعيتهم لأنهم اقتنعوا بالضرر الذي تحمله وهم من هدموا الملهى برفقة مئات الشباب الأعضاء"، مشيرا إلى "مشاركة أئمة المساجد وحتى الكنائس في المبادرة إضافة إلى رؤساء الأحياء".

وشدد تندينا على ضرورة مواصلة التظاهر وكسر ما تبقى من البارات إن لم يكفوا عن بيع المسكرات. 

 

وتحدث موقع أصوات الكثبان إلى الشاب سليمان سيسي ويبلغ من العمر 19 عاما وهو أحد المشاركين في مبادرة هدم الحانات فقال لنا "شاركت في العملية لأنني مقتنع بالخطر الذي تحمله المسكرات والضرر الذي تلحقه بالإنسان، لذا قررت المشاركة وسأظل أشارك إلى أن أقضي عليها".

 

البيرات المكسورة

 

على النقيض هناك مجموعة أخرى من الشباب ينتمون للفئة العمرية نفسها يقولون إنهم يحترمون وجهة نظر من يخالفهم الرأي في طريقة قضاء أوقاتهم، نظراً للعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، لكنهم يرفضون التدخل في حرياتهم الشخصية وأسلوب حياتهم الذي لا يؤذي أحداً، حسبما جاء على لسان صالحا ميقا، رئيس مجلس شباب المدينة. 

وأعرب ميقا عن إدانته لهدم البارات قائلا إن "الأمر لم ينته بعد وسيتم رفعه إلى القضاء، والقانون سيبين الحقيقة"،  مضيفا "الملهى شبابي وهو لشاب من شباب المدينة وبصفتنا مجلس الشباب لن نقبل بظلمه وسنقف معه". 

أما رئيس حي همابنغو فقد أعرب عن تأييده لهدم البارات قائلا " نحن مسلمون قبل كل شيء، أيعقل أن نسكت على تدمير بيوتنا على أيدي أبنائنا، فكم من أم شرب ابنها خمرا في هذه الحانات وجاء ليغتصبها؟".

وأثنى رئيس الحي على الشباب المشاركين في المبادرة قائلا إنه "يرفع قبعته لشباب الحي الذين قاموا بهدم البارات التي فتحت منذ اندلاع الأحداث وإن تمبكتو لم تُعرف إلا بالإسلام وأن هؤلاء ليسوامتشددين بل أحفاد الأولياء والعلماء".

 حسين أغ عيسى