على الرغم من أن لدى الكثير من الرعاة البدو في شمال مالي بشكل عام ومنطقة تين بكتو بشكل خاص آمالاً كبيرة بتحسن حياتهم عقب التوقيع على اتفاق السلام والمصالحة بين الفر قاء الماليين، إلا أن أعمال النهب والسرقة وقطع الطريق المتكررة في المنطقة يهدد على نحو متزايد سبل عيش آلاف الرعاة، ويؤثر على كل شيء بدءاً من الوصول إلى الغذاء والماء في المراعي وحتى التعليم و الصحة.
ومنذ اندلاع الصراع بين الحكومة المالية والحركات المتمردة المطالبة للاستقلال في عام 2012، كافحت الأسر البدوية للعثور على حياة كريمة بعيدا عن معسكرات اللجوء، في الوقت الذي أدت فيه آثار هذا الصراع واستمرار انعدام الأمن إلى جعل تدبير المعيشة أكثر صعوبة.
في حين أن بعض اللاجئين قد بدؤوا في العودة إلى ديارهم وصاروا شبه نازحين داخلياً ولا يزال العديد منهم يعيشون مع هؤلاء الأسر البدوية نظرا لعدم وجود أي نظام يعتني بهم.
عثمان الأنصاري أحد اللاجئين العائدين "انتقلنا من معاناة اللجوء إلى خطر الموت نحن هنا في بوادي تين بكتو مع أقربائنا الذين لم يغادروا إلى المخيمات أصلا، كل مرة نسمع من حولنا بأن فلان تم سرقة ما يملك أو علان تم اغتياله ولا نرى أي مساعدة من قبل الحكومة المالية".
ويشير عثمان إلى حالة وقعت لقريب له الذي خرج متسوقا إلى مدينة قندام على دراجته النارية إلى أن وقع في طريقه على قطاع الطرق الذين قاموا بتصدير كل ما يملك بما في ذلك دراجته.
مضيفا " اعتبره محظوظا لأنهم تركوه حيا"
وفي هذا الصدد يصف بكري تراوري احد مسؤولي الأمن في منطقة تين بكتو الوضع قائلا: "في الفترة من مايو 2015 إلى الآن، صار الوصول إلى الأسواق في ضواحي تين بكتو صعباً بسبب انعدام الأمن أيضاً. ورغم تحسن الوضع قليلاً ، إلا أن بعض القرى لا تزال تعاني من محدودية حرية الحركة بسبب الخوف من المضايقات أو النهب، لاسيما الطريق الذي يربط قوندام مع تين بكتو، لكننا نسعى إلى القضاء على ذلك المخاوف".
يضيف تراوري، "يتم إيقاف الشاحنات التي تسير في الطريق البري من تين بكتو وقندام وليرا من قبل رجال مسلحين، يقومون بسرقة السيارات والسائقين والركاب بل وأحياناً يقتلون الأشخاص".
أما غبدي سالم أحد تجار مدينة ليرا، القريبة من الحدود مع موريتانيا والتي يشكل العرب (البرابيش) الرُّحل معظم سكانها، يقول: "أصبحت الأطعمة الأساسية مثل الأرز والدخن وزيت الطهي، نادرة بسبب عمليات السطو على الشاحنات والسيارات الخاصة من قبل قطاع الطرق، مما جعل التجار وحتى السائقين يترددون في نقل البضائع من غرب تين بكتو و موريتانيا المجاورة".
وقالت خديجة محمد، وهي ربة منزل في بوادي تين بكتو: "لقد تضررنا بشدة من الأزمة"، مشيرة إلى أنها لم تحصل في السنوات السابقة على أي معونات غذائية من الحكومة.
من جهته أكد المكتب الإعلامي للصليب الأحمر المالي في تين بكتو، أن "السلطات المالية استطاعت إلى جانب شركاء مثل برنامج الأغذية العالمي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، حتى الآن من هذا العام في الوصول إلى 220,000 شخص فقط من إجمالي 460,000 المستهدفين الذين يحتاجون دعماً في مجال الزراعة والثروة الحيوانية".