الغد أول صحيفة عربية مالية

ليبيا| الخطف المجهول إرهاب وشبح يطارد الأسر الليبية

بواسطة kibaru

ظاهرة الاختفاء المفاجئ أو المجهول لبعض المواطنيين في ليبيا يسود الرعب بالشارع الليبي بحيث يشتكي الكثير عن إختفاء ابنائهم وافراد من اسرتهم بدون سابق إنذار وبدون أي معلومات عنهم.

وتسرد لنا سعاد الأنصاري قصة أخيها أحد ضحايا الإختفاء المفاجئ قائلة: " كان أخي يعمل في ورشة تصليح سيارات ويقيم في منطقة تاجورة وهي إحدى المدن التابعة للعاصمة الليبية طرابس".

وتتابع سعاد "خرج أخي في الصباح قاصدا مكان عمله كعادته ولم نشك بشيء لأنه لايعود إلا متأخرا في الليل و أحيانا بعد منتصف الليل، ولكن بعد أن شعرنا انه تأخر كثيرا عن سابق عهده بدأ البحث عنه و ما فاجئنا أكثر عندما سألنا عنه في مكان عمله أخبرنا مديره أنه لم يأتي للعمل أصلا". وتضيف سعاد حينئذ بث الرعب في قلوبنا وشككنا بأنه تم اختطافه وبقينا ننتظر مكالمة الخاطف بناء على الروتين اليومي للخاطفين ولكن إلى الآن مضى على إختفائه أكثر من أسبوعين ولم نسمع عنه شيء مع البحث المتواصل عنه وكأن الأرض إنشقت وبلعته".

 

لاتعدوا رواية اختفاء أخ سعاد كونها واحدة من القصص والروايات اليومية للخطف المفاجئ في ليبيا. هناك شاب يدعى "محمد طالب" من مدينة مصراتة في الشمال الليبي إختفى قبل عامين تقريبا عندما خرج من منزله مساء وكان يقصد طبيبه لمراجعة طبية، ولكن إستغرب أهله بتأخيره و الذي ليس من عادته وقامت الإتصالات والبحث والبلاغات دون جدوى، ووجدت أوراقه مرمية في الطريق الرئيسي القريب من منزله ما فسره أهله بأنه اختطف، وإلى يومنا هذا لم يعثروا عليه حسب مصادر عائلية.

تعددت الروايات والقصص الطريفة عن الخطف في ليبيا ولكن المعاناة تبقى واحدة، فتحية البالغة من العمر 33 عاما تتحدث لصحيفة "الغد" أول صحيفة عريبة في مالي ، "لقد إختطف زوجي من قبل مجهولين منذ أكثر من عام لا نعرف عنه شيء ، و بينما كان في متجره قبل إختطافه بدقائق قليلة اتصلت به ، وخلال حديثي معه سمعت إرتباك في صوته وكان ذلك عندما سمعت صوتا خشنا قال له هل هذا متجر فولان فقال زوجي لي أحدثك لاحقا وكانت تلك آخر محادثة لي معه اختفى وترك المتجر مفتوحا وكل جيرانه أصحاب المتاجر صرحوا خلال التحقيقات انهم رأوه يدخل سياة وقفت أمام متجره ولم يتمكنوا من رؤية من كان بداخلها لانها كانت ذات نوافذ مظلمة".

وتجزم فتحية بأن الخطف المجهول لبعض الشخصيات هو عملية إرهابية متهمة وقوف "داعش" وراء مثل هذه الأمور ، مستهلة ذلك بالقول: "إن رجال داعش يقومون بإختيار شخصيات فيترصدوهم ويقوموا بإختطافهم وتجنيدهم واقرب مثال على ذلك ابن جارتي البالغ من العمر 17 عام اختفى عندما خرج للمدرسة ولكن المفاجئة وبعد سنة من إختفائه وجد مقتولا في الحرب التي حدثت في سرت بين داعش وقوات الجيش الليبي وهو مقاتل في صفوف داعش".

في المقابل يصرح مصدر أمني في طرابلس فضل عدم الكشف عن هويته أن أيدي الإتهام في الخطف المجهول تشير إلى داعش وأنصار الشريعة. ويضيف محدثنا "لدينا أكثر من ثلاثون شخصية تم الإبلاغ عنهم في مركز الشرطة في طرابلس وفتحت لهم محاضر ولكن ما إكتشفناه خلال التحقيقات كان أدهى وأمر بحيث وجدنا ستة من أولئك المخطوفين تم قتلهم في صفوف جيوش داعش والآخرين مصيرهم لايزال مجهولا ولكن مانعلمه انهم مزالوا على قيد الحياة ولو حدث لهم شيء لظهرت جثثهم كغيرهم من المختفين الذين يتم خطفهم بغرض الفدية المالية او أسباب انتقامية".

تجدر الإشارة إلى أن الساحة الليبية تشهد عدت حوادث خطف مجهولة وصارت شبحا يطارد خوفه بعض الأسر، وأن الشهرين الماضيين صارت هذه الحادثة تتكرر في العاصمة طرابلس وكذلك المدن الأخرى.