يتزايد عدد جثث المهاجرين غير الشرعيين أكثر فأكثر في مدينة بني وليد، في ظل إهمال رسمي للملف من قبل الحكومات الليبية السابقة والحالية. ومن حين لآخر تقوم مؤسسات المجتمع المدني بمدينة بني وليد وعلى رأسها جمعية السلام للأعمال الخيرية بالتعاون مع مستشفى بني وليد العام بدفن جثث هؤلاء المهاجرين بإحدى المقابر بالمدينة.وقام مكتب الهجرة بجمعية السلام للأعمال الخيرية بالتعاون مع مستشفى بني وليد العام وشركة خدمات النظافة، الثلاثاء الماضي، بدفن 27 جثة للمهاجرين غير الشرعيّين بالمقبرة التي خصصتها جمعية السلام لدفن الجثث بعدما تراكمت بدار الرحمة بالمستشفى لمدة طويلة.
في حين يشكو مستشفى بني وليد العام من تكدس جثث المهاجرين غير القانونيين في ثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى من وقت لآخر في ظل عدم الاهتمام من الجهات المسؤولة في الدولة. تمكنت جمعية السلام للأعمال الخيرية والإغاثة ببني وليد بالتعاون مع الأهالي من دفن أكثر من 100 جثة لمهاجرين غير شرعيين منذ مطلع هذا العام.
يذكر أن مهربي البشر يستخدمون طريق النهر شمال بني وليد، لنقل المهاجرين، وتتلقى الجهات الأمنية ببني وليد بلاغات بين الحين والآخر بوجود جثث على هذه الطريق بعضهم قضى بالرصاص وآخرون بأسباب أخرى. وأكد مدير المكتب الإعلامي بجمعية السلام هيثم بن لامة أن الجثث التي دفنت تجاوزت المئات تعود لأشخاص لم يتم التعرف على جنسياتهم تم دفنها وفق القوانين والإجراءات المعمول بها. وأضاف بن لامة لـ«بوابة الوسط» أن الجثث عثر عليها في أماكن متفرقة من المدينة التي تفتقد إلى الإمكانيات اللازمة لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
ويخشى سكان وأهالي مدينة بني وليد انتشار الأمراض والأوبئة بسبب تلك الجثث لذا يسارعون بدفنها خشية ظهور كارثة بيئية في المدينة نتيجة تعفن الجثث وتحللها.ويتخذ كثير من سماسرة الهجرة غير الشرعية ليبيا كمحطة عبور للمهاجرين عبر البحر المتوسط إلى السواحل الجنوبية لأوروبا، مستغلين حالة الفوضى الأمنية التي تعيشها ليبيا في الفترة الأخيرة، وقرب السواحل الليبية من سواحل إيطاليا.
مكان دفن جثامين المهاجرين غير الشرعيين في بني وليد.
وكشفت وثيقة نقلتها وكالة «فرانس برس»، أمس السبت، عن مخطط للاتحاد الأوروبي لإنشاء «خط حماية» في المياه الإقليمية الليبية لثني المهاجرين عن التوجه إلى أوروبا، فيما سمحت عملية «صوفيا» البحرية لمكافحة مهربي المهاجرين التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في المتوسط 2015 سمحت بإنقاذ عدد كبير من المهاجرين، لكنها شكلت عامل جذب لهم؛ إذ إنهم يأملون في إنقاذهم بعرض البحر من قبل السفن الأوروبية ويعتمدون على استحالة إعادتهم إلى بلدانهم.
بوابة الوسط