الغد أول صحيفة عربية مالية

مرشحو انتخابات الرئاسة في مالي يسابقون الزمن لجذب أصوات الناخبين والمواطن يحلم بتوفر الأمن

بواسطة kibaru

يسابق مرشحو الانتخابات الرئاسية في مالي المرتقب 
إجراؤها يوم الأحد المقبل، الزمن لاستغلال الوقت الضئيل المتبقي بمحاولات حثيثة لجذب أصوات أكثر من ثمانية ملايين ناخب، خاصة وأن المرشحين وهم 24 بينهم امرأة واحدة تعهدوا في برامجهم الانتخابية بالسعي لتحقيق التنمية والمصالحة الوطنية وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة.
 
وتباينت أساليب وطرق الدعاية الانتخابية للمرشحين بحسب الميزانية المخصصة من قبل كل مرشح، وعلى أساس اهتمامات الناخبين في المناطق المالية، حيث اعتمد المرشحون في المدن الرئيسية الكبرى على المهرجانات الخطابية واللوحات الدعائية ومواقع التواصل الاجتماعي، فيما اعتمد المرشحون في المناطق النائية والمدن الصغيرة على الزيارات الميدانية واللقاءات المباشرة مع الناخبين.
 
كما استغل المرشحون دعم الزعماء الدينيين ومشاهير المجتمع من فنانين وسياسيين في جذب جماهير أكبر لمهرجاناتهم الانتخابية خاصة في مناطق الغرب والجنوب، فيما كانت مواضيع الحكم الذاتي لمناطق الشمال ومشاكل الأقليات والهويات على رأس اهتمامات المرشحين سعيا منهم الى جذب أعداد أكبر من الناخبين.
 
وكانت أكثر المهرجانات الانتخابية جذبا للناخبين تلك التي نظمها الرئيس المنتهية ولايته إبراهيم بوبكر كيتا حيث سجل إحداها حضور 65 ألف شخص ملأوا مدرجات العاصمة باماكو، فيما سجل أنجح مهرجان انتخابي لزعيم المعارضة إسماعيل سيسي حضور نحو 52 ألف شخص.
 
ومع اقتراب نهاية الحملة الانتخابية ازدادت حماسة الناخبين أكثر للتعرف على برامج المرشحين خاصة الناخبين الذين لم يحسموا رأيهم بعد. ويقول عمر انادي (مدرس):
 
المرشح إبراهيم بوبكر كيتا أوفر المرشحين حظا للفوز بالانتخابات لكنه أيضا أكبرهم سناً حيث أن لديه 73 عاما يليه زعيم المعارضة إسماعيل سيسي ومرشح آخر هو كليفا سانوجو ولكلاهما 69 عاما، فيما المرشح مامادو تراوري هو الأصغر عمرًا بـ37 عامًا.
 
وتباينت رؤى الناخبين في مناطق متفرقة من مالي واختلفت طموحاتهم وآمالهم في الرئيس المقبل، فيرى المواطن عمر أنادي، أن عمر المرشح يمثل عاملا أساسيا بالنسبة له في اختيار من سيصوت له، ويقول "نرغب في أن يكون رئيس مالي قريبا من فئة الشباب وقادر على تحقيق طموحاتها".
 
أما عيسى تراوي (تاجر) فيرى أن برامج المرشحين الرئيسيين مغرية إذا عملوا على تحقيقها ويقول "رغم أن 24 مرشحا ينافسون في الانتخابات الرئاسية إلا أن ستة منهم فقط هم من قدموا حملة دعائية جيدة أما الـ18 الآخرين فهم مجرد إضافات ونكهات تزين الانتخابات".
 
ويضيف "أثارت اهتمامي برامج ستة مرشحين ورئيس مالي القادم سيكون واحد من هؤلاء الستة وهم إبراهيم بوبكر كيتا، وإسماعيل سيسي، وعليو ديالو، والشيخ موديبو ديارا، والحسين أميون، وموديبو سيديبي".
 
وتعتبر ديبو خليفة (طالبة جامعية)، أن منافسة خمسة وزراء سابقين للرئيس الحالي المنتهية ولايته إبراهيم كيتا دليل على فشل الأغلبية وتشتتها، وتقول "نريد رجالا قادرين على تقديم الأجوبة الحقيقية للمشاكل الحقيقية لما تعانيه مالي". تضيف "إذا كان كيتا رجل المرحلة السابقة وتم انتخابه على هذا الأساس من قبل غالبية مالي بعد الأزمة الأمنية الخطيرة التي هزت البلاد، فإنه يجب أن نعترف بأنه لم يحقق التوقعات بالنسبة للعديد من ماليين".
 
ويرى اسماييل ديدي (عاطل عن العمل) "المنافسة شديدة..  لا يستطيع أي مرشح حاليًا الفوز بالجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية.. كما ان نسبة المشاركة لن تكون مرتفعة… البلد يتعافى بصعوبة من نزاع عام 2012. ورغم جهود الحكومة للتعبئة حول الانتخابات قد لا يصوت جزء كبير من الناخبين".
 
ويقول اسماييل، الذي حصل على بطاقة الناخب لكنه لا ينوي استخدامها: وسط مالي يعاني من الهجمات الإرهابية وفقدنا السيطرة على الشمال.. هذه المرة لن أصوت لأي شخص لأن كل هؤلاء المرشحين لا يحترمون وعودهم.
 
ووفقًا لاستطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا فإن الرئيس المنتهية ولايته إبراهيم بوبكر كيتا سيفوز بالانتخابات بفارق بسيط عن أقرب منافسيه زعيم المعارضة إسماعيل سيسي والمرشح الشيخ ديبو ديارا.
 
وبحسب استطلاع للرأي أجراه مركز مالي للديمقراطية والحوار بين الأديان فإن 20٪ من المشاركين في الاستطلاع اعتبروا أن نتيجة التصويت لن تغير أي شيء في البلد، فيما 17٪ من المشاركين يعتقدون أن تصويتهم لن يغير نتيجة التصويت.
 
وحاول منظمو الاستطلاع تحديد العوامل التي تؤثر على إقبال الناخبين، لقياس الآراء والمواقف من الأحزاب والمرشحين، حيث أن نسبة 55٪ من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم يولون أهمية للمشروع المقدم من قبل المرشح فيما 25٪ يستحضرون الخصائص الشخصية للمرشح، و8٪ يهتمون بالانتماء السياسي للمرشح، فيما 12٪ المتبقية لا تزال غير محددة.
 
وكشف الاستطلاع أن الأولويات بالنسبة للناخبين في المشاريع السياسية التي يقدمها المرشحون تكون حول تلبية الاحتياجات الأساسية والأمن والسلام وفقا للأشخاص الذين شملهم الاستطلاع.
 
سبوتنيك