الغد أول صحيفة عربية مالية
نهاية مهمة رئيس الوزراء في مالي

مرضى الإيدز يفضّلون ’’العيش في الخفاء’’ في مالي

بواسطة kibaru

"نظرة المجتمع كفيلة لتشعرك بأنه يجب عليك الاختباء"، بهذه العبارة بدأ توري كلامه، وهو اسم مستعار اخترناه لشاب في تمبكتو أقصى شمال غرب مالي أصيب بفيروس نقص المناعة المكتسب "الإيدز"، وهو في التاسعة عشرة من عمره في مجتمع محافظ لا يعلم الكثير عن هذا المرض. 

أصيب توري بهذا الفيروس عندما كان في ساحل العاج بحثا عن العمل، فهناك أقام علاقة جنسية دون وسائل وقاية. ولم يعلم بإصابته إلا عندما أجرى بعض الفحوصات الطبية بعد وعكة صحية تعرض لها بعد سنة من رجوعه من السفر. حينذاك اتهمه الجميع بأنه شخص منحرف أخلاقيا، وكانت تلك الحادثة سبباً في انتقاله للعيش بحي آخر حيث لا يعرفه أحد.

 قصة توري ليست إلا واحدة من قصص كثيرة تكشف المعاناة النفسية لمرضى الإيدز في مالي بشكل عام وتمبكتو بصفة خاصة، لكون البعض يرفض التعامل معهم حالما يعلمون بإصابتهم. 

تقول فاطمة ميقا "أصبت بهذا الفيروس منذ 2012 بسبب زوجي الذي اعتاد أن يسكر في الحانات ويمارس الجنس مع العديد من النساء هناك فنقله إلي قبل أن يكتشف ذلك بالصدفة عندما أراد التبرّع بالدم، وأخفى عني مرضه لمدة سنة ولكنني اكتشفت بسبب الأدوية التي كان يتناولها، فطلقني فوراً خوفاً من أن يعلم أحد بالأمر. 

وتضيف ميقا "أنا أيضا لا أريد أن يعلم بي أحد، وعدني طبيبي بألا يخبر أحدا وأظنه فعل".

أما سيدو سيسي، البالغ من العمر 35 سنة وأب لثلاثة أطفال، قصته مختلفة  فيروي لنا قائلا "ظهرت إصابتي بالإيدز بعد عملية أجريتها في باماكو، واكتشفت مرضي بعدها بأيام قليلة وأعلم بأنني لو كنت مريضا قبل العملية لكشف الأطباء ذلك أثناء التحاليل التي تسبقها". 

وأكد سيسي أنه "لم ينم حتى مع زوجته بعد العملية، وأرجع سبب إصابته إلى الأدوات الطبية التي استعملها الأطباء في العملية"، موضحا أن "أهله يتعاملون معه وكأنه شخص آخر ويعتقدون بأنه أصيب بالمرض بسبب خيانة زوجية ما أدى إلى هجرة زوجته وأولاده له". 

وبحسب آخر الإحصاءات لتعداد مرضى الإيدز في تمبكتو، وصل عدد الحالات المكتشفة عام 2015، نحو 212 حالة فيما يصل العدد الإجمالي في مالي كلها إلى 1.5 في المائة من تعداد السكان، حسب الجمعية الوطنية المالية لمكافحة الإيدز. 

وكشفت الجمعية أيضا أن نسبة الرجال المصابين أكثر من نسبة النساء في الحالات المكتشفة والمسجلة ولكنها لم توضح ذلك بالأرقام. 

ويعم الفضول حول أسباب الإصابة لأنّ كثيرا من الناس يرجعونها إلى الوقوع في شباك الخطيئة فيوصم المصاب بالعار ويعتبرها العامة عقوبة إلهية، لا سيما أنّ الوعي حيال هذا المرض يقلّ بشكل كبير في المجتمعات المغلقة أو المعروفة بتركيبها القبلي. 

 

ويقول الدكتور محمد جالو انّ "أكثر ما يؤذي نفسية مريض الإيدز شعوره بأنه مقبل على الموت، وأن الإصابة لها أسباب مختلفة ليس الجنس فقط بل قد تنتقل بواسطة أي شيء مرتبط بالدم حتى الناموس قد يعضُّ شخصا مصابا ويعض آخر وينقل الفيروس له".

وأضاف جالو قائلا "لعل ما يزيد خوف المرضى أن الدولة لا تتحمل أعباء علاجهم بل تكتفي ببعض الفحوصات".

 

حسين أغ عيسى/صوت الكثبان