أصبح العثور على جثث للمهاجرين الأفارقة على الشواطئ القريبة من المدن الليبية في السنوات الأخيرة أمرا اعتياديا، والأدهى أن هذه الظاهرة المأساوية انتشرت حتى في فيافي الصحراء.
ومع تدفق مئات الآلاف من المهاجرين وخاصة الأفارقة، من الدول الواقعة وراء الصحراء نحو البحر المتوسط عبر الأراضي الليبية الصحراوية، تعددت وقائع العثور على عشرات الجثث لمهاجرين تعساء، قضوا نحبهم عطشا وجوعا ومرضا في طريقهم المحفوفة بالمهالك إلى الشمال.
لاشك بأن الصحراء صارت بحر من الرمال، وكما تبتلع أعماق البحر جثث التعساء من المهاجرين حين تنقطع رحلتهم على متن مراكب مطاطية وأخرى خشبية مهترئة في وسطه، يديرها تجار البشر، يضيع العشرات من المهاجرين في سافيات الرمال، وسط الصحراء قبل أن يصلوا إلى هدفهم البعيد.
تلفظ أمواج البحر بين الحين والآخر جثث الضحايا من المهاجرين، ونفس الشيء تقوم به الصحراء، حين تكشف رياحها مقابر هؤلاء.
وفي الغالب يتم العثور على جثث المهاجرين على الشواطئ وفي أعماق الصحراء بالصدفة، وخاصة إذا قذفت الأمواج الجثث إلى شواطئ قريبة من المدن والبلدات المكتظة بالسكان، أو كشفت الرياح مقابر المهاجرين إذا قدر لهؤلاء أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة في طريق يرتاده المسافرون أو الرعاة..
الغد+وكالات