تعد صخور مدينة باندياغارا التابعة إداريا لولاية موبتي وسط البلاد، أحد أهم المواقع في غرب أفريقيا ومن المواقع الأثرية المهمة في مالي, وذلك لصفاتها الجيولوجية والأثرية وتنوّع الشعوب التي سكنتها ومناظرها الطبيعيّة.
فهضبة أو صخور باندياغارا عبارة عن جرف حجٍر رملي في الأراضي التي تستوطنها قبيلة دوغون والتي شيدت منازلها من الطين الأحمر.
لا شك أن الزائرين لجرف باندياغارا يؤكدون تلك الحقيقة القديمة وهي أن الموقع من إحدى عجائب الطبيعة لخصائصه ومميزاته, حيث كانت واجهته عبارة عن صخر يرتفع إلى حوالي 300 متر من الصحراء وفيها أقامت قبيلة “تيليم” تجمعاتها السكانية التي ترجع إلى عام 300 قبل الميلاد.
وليس هناك أي سبيل للوصول إلى بيوتهم الصخرية التي ساعد طقس الصحراء الجاف على المحافظة على محتوياتها تماما سوى استخدام حبال تتدلى من قمة ذلك الجرف
كما أن جرف باندياغارا، بالإضافة إلى مناظره الطبيعية الخلابة المؤلّفة من الصخور و الهضات الرمليّة التي تتميّز بالهندسات الجميلة (كالبيوت ومخازن الغلال والمعابد والملاجئ)، والتقاليد الاجتماعية المدهشة التي لا تزال تُمارَس حتى اليوم، كالأقنعة والاحتفالات الدينيّة والشعبيّة والشعائر الدينيّة التي تُقام بصورةٍ دوريّةٍ للأجداد في مناسباتٍ عديدة.