الغد أول صحيفة عربية مالية

2 اغتيال يتبارى... سحب سوداء تتكتل في الأفق

بواسطة kibaru

بعد مرور 5 أيام على عملية القتل في حق شيخ وإمام وداعية وسط مطالبات بالتصبر مع ضغوط المحافظين على أنفاسهم الثائرة بناء على أوامر القيادة الإسلامية في انتظار نتائج التحقيقات أكتب هذه الأسطر عن قضية لا أريد لها أن تبقى رهن التسيس الحكومي...
 
فمن خلال ما سمعناه من مقطع شاهد عيان مقرب " المؤذن " ومن القاتل نفسه في رواية أولية ومن مقاطع أخرى يتضح لنا جميعا ان العملية كانت مع سبق الإصرار والترصد حسب الروايات كلها وتسليم الجاني لنفسه إلى قسم الشرطة هاربا من أن تطاله يد الشارع المالي أي هاربا من الموت المحقق على أيدي المصلين والمارة في عين المكان الى أحضان الشرطة  طلبا للحماية القانونية دليل قاطع على أن القاتل كان يعي تماما خطورة ما اقترفت يداه اجتماعيا نظرا لما يحظى به المجني عليه من مكانة اجتماعية...
 
نعود قليلا إلى الروايات السابقة فشاهد العيان يؤكد لنا أن الساحة كانت خالية الا من القاتل والمقتول وان الضربات " الطعنات " كانت متتالية في جنح الظلام وانه أي الشاهد انكشف له وجه القاتل قبل أن يهم هذا الاخير بالفرار ولم يدرك المؤذن ان القتيل هو شيخه وإمامه إلا على مقربة من المسجد حين تعثرت خطوات المجني عليه فسقط أرضا …وهذا يأخذنا إلى القول يقينا أن القاتل سلم نفسه بعد ان عرف ان هناك شاهد عيان يعرفه تمام المعرفة ولولا شاهد العيان لما سلم القاتل نفسه إلى أقرب قسم شرطة وهذا الاستنتاج بدوره يأخذنا إلى القول بإحدى أمرين…
 
الأمر الأول: هل من الممكن أن  المجرم الظاهر مجرد مستأجر متدرب على لعب الادوار جاءته أوامر من  " مجرم متخفي " عال المقام أمره بتسليم نفسه إلى السلطات والإفصاح عن ادعاءاته السابقة الذكر ومن ثم يقوم عال المقام بالتستر على باقي التفاصيل وإثبات الرواية الأولية واخفاء باقي الخيوط التي توصلنا الى الجناة الحقيقيين…
 
الامر الثاني: هل يعد منطقيا أن القاتل شعر بحالة رعب قوية فلجأ الى قسم الشرطة دونما أي اعتبارات أخرى غير انه يريد لنفسه السلامة الجسدية خوفا من أي ردود فعل كانت لتكون قوية جدا في حال وقع في يد المصلين او المارة بعد تأكده من أن هناك شاهد عيان يعرفه وشاهده عن قرب وهو يرتكب جريمته النكراء في حق الإمام…
 
ولن نستبق نتائج التحقيقات التي نشك في سلامتها لعدة أسباب قد نوردها في الجزء الثاني من المنشور والى حين ذلك  نريد ان نعود خطوة الى ما قبل هذه الأحداث فهناك خطوات استباقية وهي التربص القاتل بالقتيل وهذا ما يفسر سر تواجده في الصلوات الأخيرة بالمسجد صلاتي المغرب والعشاء في حين غاب المجني عليه لعذر ما مما يعني أن الجاني كان يبيت النية وانه يريدها عملية ليلية اي في جنح الظلام خفية وتسجل ضد مجهول وهذا يعني سبق إصرار وترصد مع تخطيط...
 
والأسئلة التي ابحث عن اجابتها:
أولا : منذ متى وهذا الغول " القاتل " كان يتردد على هذا المسجد وهل كان مواظبا على الصلاة في المسجد وما هي الفترة الزمنية شهر شهرين مثلا...مع العلم انه كان معروفا لدى البعض عبر عمله في قيادة دراجة ثلاثية العجلات ناقلة للبضائع…
 
ثانيا : لماذا كان كل هذا الإصرار والتخطيط من القاتل لتنفيذ هذه العملية التي تهتز لها الضمائر والأنفس دون أن يهتز او ان يلين قلبه نحو القتيل وهو يحضر - أو يتردد - مسجد يأمه القتيل كل الأحداث والمعطيات تشير إلى أن القاتل كان يتملكه الإصرار على هذه الجريمة بغض النظر عن الدوافع الحقيقية وهذا يجعلنا نقول أن في الموضوع " إن " فليس من المعقول أن الفاعل أقدم على فعلته لتصفية حسابات شخصية تعني المثلية الجنسية او لمجرد أن الشيخ اتهمه ان بأنه مثلي الجنس وانه حرض عليه…
 
ثالثا: لماذا القتيل هو الشيخ عبدالعزيز يتابري دون غيره وهو إمام مسجد وداعية ولماذا القاتل هو هذا الغول المدعو موسى جندو الذي يريد أن يوحي لنا انه مختل عقليا عبر المقطع الذي شاهده الجميع مع أن الأحداث والمعطيات تقول بخلاف ذلك وحتى المثلية  الجنسية المشار إليها في ادعاءات القاتل لا تظهر أي من علاماتها على شخصه - بالطبع هو لم يصرح بأنه مثلي - كالشكل الأنثوي أو اللين فهو في شكله يشبه رجال حلبة المصارعة وبالمناسبة أين هو هذا الشخص الذي أدع هذا الغول أن الإمام حرضه للنيل منه ولماذا لم يكن هذا المحرض هو القتيل مثلا وكيف علم هذا الغول القاتل بأن القتيل قد حرض عليه...
 
رابعا: في مقطع آخر كنا قد سمعناه ان القاتل تحدث الى الشرط  وتوعد كل من الإمامين الشيخ محمود ديكو والشيخ عثمان حيدرا بنفس المصير في حال انه خرج من السجن مع وجود رواية أخرى لم تذكر فيها اسم هذا الأخير وأن صحة هذه الروايات فالسؤال الذي يطرح نفسه مجددا فإذا كان الدافع شخصي والقتيل حرض على القاتل بشخصه بداعي المثلية فلماذا جاء ذكر الإمامين على لسان القاتل مع العلم ان الإمامين لم يشيرا الى شخص بعينه في هذه القضية المعممة...
 
خامسا: كيف لقنوات محسوبة على الحكومة وتتابعها أجهزة أمنية أن تعنون بخط عريض دون تحقيق ملموس تلميحا منها أن الدافع من وراء هذه الجريمة النكراء هو ما ذكره الجاني في حق شخصية إسلامية حاصلة على وسام وطني وهنا أعني الرواية الأولية للقاتل وما هو الدافع من وراء هكذا خطوة التي قد نسميها رسمية...
 
سادسا: وهذا آلمني كثيرا الصور التي تم التقاطها في المشفى للضحية " الشيخ يتابري " وتم نشرها وتداولها في المجموعات وهذا والله لايفعله عن وعي محب للاسلام ومحب لقياداته فهذه الصور تؤلم كل مسلم لا اعرف اجسد لكم حالة الصور فكيف سمحت القيادة الأمنية المتواجدة في المشفى بالتقاط  صور للضحية بعد تعريته من ثيابه وآثار الطعنات في جسده بشكل يثير حفيظة الشارع المحافظ في حق رجل أشتغل للإسلام والوطن معا فيعرض هكذا اين الأكارم للميت وهل هذه الفقرة تفسر ما سبقها وبعبارة أخرى هل هناك رسالة من قبل المعنيين الحقيقيين - إن وجد - بهذه الجريمة يراد تمريرها الى المحافظين وقياداتهم ام انها كانت سياسة استثمار الفرص لبث حالة من الخوف والقلق في الأوساط المعارضة لإدراج التربية الجنسية في المناهج دعما للمثلية الجنسية...وماذا عن ورود اسم الرئيس وشخصية اخرى على لسان الجاني في الفيديو المسجل ايعقل ان يكون مجرد تمويه...
 
رحم الله الشيخ الشهيد عبدالعزيز يتابري فهو شهيد الحفاظ على الموروث والقيم الإسلامية في أرض كانت منارة للإسلام والمسلمين في غرب أفريقيا…........
للحديث بقية...
 
بقلم/أبو فهمي درامي