الغد أول صحيفة عربية مالية

كتاب في فرنسا يرصد الحرب الفرنسية على القاعدة في إفريقيا

بواسطة kibaru

كتاب جديد صدر في فرنسا، وهو بحث شامل وأكاديمي، اعتمد على عدة مقابلات مع الجهات الفاعلة الرئيسية )بما في ذلك رئيس مالي السابق والقائد العام الفرنسي(، ويوفر سردًا تحليليًا يحاول ان يكون مقنعاً لجدوى الحملة الفرنسية المثيرة للاهتمام في مالي وسوف يصبح الكتاب دراسة رئيسة- إن لم تكن الدراسة الرئيسية- باللغة الإنجليزية لهذه الأحداث الخطيرة.
 
ويتناول الكتاب الحملة الفرنسية الخاطفة في مالي عام 2013. بالتدخل في هذا البلد الذي كان على وشك السقوط في أيدي المليشيات التابعة لتنظيم القاعدة؛ حيث قامت القوات الفرنسية بحملة ناجحة على نحو غير متوقع، التقط المؤلف طبيعتها وأهميتها وعرضها بنحو احترافي رفعه الى مصاف المصادر في هذا المجال.)1(في يناير 2013، تدخلت فرنسا في مستعمرتها الإفريقية السابقة، مالي؛ لوقف تقدُّم تنظيم القاعدة في القاعدة. هاجمت القوات الفرنسية الخاصة، والطائرات الحربية، ووحداتالجيش، بسرعةٍ وعلى نحوٍ غير متوقع. وسرعان ما أسفر تدخلها السريع عن صد زحف الجهاديين، وعمّا قريبٍ تحوَّل الإرهابيون من صيَّادٍ إلى طريدةٍ، بعد إخراجهم من ملاذهم الآمن في شمال مالي المقفر.
 
يستند هذا الكتاب الى مقابلات حصرية مع مسؤولين ومدنيين وعسكريين رفيعي المستوى في باريس وواشنطن وباماكو، ليوفر إطلالة استراتيجية موجزة وسريعة الخطى لهذه الحرب.وبينما تتكاثر الجماعات الإرهابية في شمال إفريقيا، يمكن أن يصبح ما أنجزته فرنسا في مالي نقطة مرجعية أساسية لخبراء الأمن القومي.)2(يستهل الكتاب بإطلالة على فرنسا ومالي والارهاب في إفريقيا، ابتداءً من المكالمة الطارئة التي تلقاها وزير الدفاع الاميركي السابق ليون بانيتا صباح يوم الجمعة المصادف 11 يناير 2013 من نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان، مرورًا بطموحات تنظيم القاعدة في القارة السمراء، وصولا إلى الاستراتيجية الفرنسية لمكافحة الإرهاب في مالي.الفصل الثاني يدور حول فروع القاعدة في شمال إفريقيا، ويتطرق إلى جاذبية القاعدة، والتهريب والصراعات على القيادة،والاختطاف باعتباره أحد تكتيكات الإرهاب. الرهائن والفِدَى والسياسة الأمنية الفرنسية، هي محور الفصل الثالث، الذي يوفر أيضًا إطلالة على حرب العراق، والرؤى الفرنسية بشأن التدخل العسكري، والمسؤولية الفرنسية المتزايدة، والعلاقات المعقدة مع إفريقيا، والسياسة الاميركية والفرنسية في منطقة الساحل )2008-2012(.
 
في الفصل الرابع يتحدث المؤلف عن الارهابي الجزائري-الفرنسي محمد مراح، الذي قتل سبعة يهود وسبعة آخرين في ميدي بيرينيه عام 2002، والفصل الخامس مخصص لما وصفه الكتاب بـ “قيادة إفريقيا من الخلف”، وفيه عناوين فرعية حول أزمة هولاند، والصدام في الأمم المتحدة، ووجهات النظر العسكرية الفرنسية.
أما الفصل السادس فعنوانه “كارثة وفرصة”، وفيه سرد للتقدم الجهادي في باكو، ودور وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان، والرهان الذي قرر الرئيس هولاند خوضه، فيما الفصل السابع جاء بعنوان “سرفال”، وهو اسم العمليةالعسكرية التي خاضتها فرنسا في مالي، وفيه حديث مهمة البحث عن الحلفاء، والسيطرة على تمباكتو وجاو، والمعركة التي شهدتها جبال إفوغاس التي احتضنت آخر معارك الفرنسيين ضد الجماعات المسلحة وعلى رأسها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، والمشكلات في جاو، وإشراك القوات الإفريقية، والأداء الذي وصف بأنه ممتاز إلى أقصى حد.
 
في الفصل الثامن، يسبر الكتاب غور البعد “السياسي” المراوغ،بدءًا من إعادة بناء جيش مالي، بدءا من نمط التجنيد إلى مواصفات الضباط، حسب تصريحات الوزير ” لو دريان” آنذاك،واتفاقات واجادوجو المؤقتة، وانتخاب إبراهيم بوبكر كيتا، وانهيار المصالحة، واستمرار العنف الجهادي، والرحلة من عملية “سرفال”- سالفة الذكر- إلى عملية “برخان” التيب دشنها هولاند فى بداية أغسطس ٢٠١٤ على امتداد منطقة الساحل، وصولا إلى ما وصفه بالمؤلف بـ”آفاق مالي الهشة”.الفصل التاسع والأخير يتحدث عن الطريق إلى المستقبل، ويطرح السؤال الذي يمثل خلاصة الكتاب: هل نجح النموذج الفرنسي؟ وكيفية تكراره في مناطق أخرى، وتأثيرات السياسة الأمنية الفرنسية، وإمكانية التعاون مع الفرنسيين