الغد أول صحيفة عربية مالية

إتفاق الجزائر... ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﻟﺐّ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ

بواسطة kibaru

ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻉ ﺩﺍمٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍلمالية ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﺼﺮﺕ ﺣﺮﺑﺎ ﻣﻦ ﻧﻤﻂ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺩﺍﻣﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ثمانية ﻋﺸﺮ شهرا ﻭﻻﺗﺰﺍﻝ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﺑﺘﻌﺒﻴﺮﺍﺕ سياسية و ﻣﺴﻠﺤﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻃﻴﺎﻑ المجتمع في الشمال إلى أن وصل الحال وسط البلاد، ﻤﺘﺒﺎﻳﻦ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ قد عادت ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻵﻥ ﻻﻳﺘﻌﻠﻖ بتعيين ﻋﺪﺩ ﺻﻐﻴﺮ من الأشخاص سواء في هذه المجموعة أو تلك أ ﻭﻏﻴﺮه ﻭﻻﺑﺪﺣﺮ بعض مقاتلي التنظيمات الجهادية.

بل ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ الوطنية المالية وﻣﺎ ﻳﻄﻔﻮ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ هو عنوان ﻟﺤﺮﺏ ﻋﺮﻗﻴﺔ ﻭﻗﻮﻣﻴﺔ ﺑﻴﻦ الماليين الأمر الذي ﻳﻀﻊ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ الدولة أمام ﺧﻴﺎﺭﻳﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﻴﻦ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﺍ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ.

ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻷﻭﻝ: ﺣﺮﺏ ﻋﺮﻗﻴﺔ – ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻷﻣﺪ في وسط البلاد ﺑﻴﻦ قبائل الفلان المعروفين بالرعي في ﻤﻨﻄﻘﺔ ’’ماسينا’’ التي تنشط فيها جماعات ﺟﻬﺎﺩﻳﺔ، ﻭﺃﻏﻠﺒﻴﺔ البمبارا المزارعين ﺍﻟﻤﺪعومين ﻣﻦ ﻗﺒﻞ جهات لا تزال خلف الستار.

ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ مستنقع المشاكل بين الحركات أو القبائل على ما يطلقون عليه السلطات المحلية المؤقتة في الشمال.

 

وﻗﺪ يكوﻥ ﻣﺎ ﺁﻟﺖ ﺇليه الأمور ﻓﻲ ﺍلفترة ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺭات ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ لها ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﻣﺎﺟﺮﻯ ﻭﻣﺎﻳﺠﺮﻱ تحت مسمى اتفاق الجزائر ببنودها الغير واضحة في التنفيذ والتي من الواضح أن هدفها الوحيد المماطلة ونقل الصراع من الحركات إلى القبائل والأشخاص.

يرى كل متابع للقضية المالية منذ بدايتها سنة 2012 أن ماخلفته التوقيع ليس حلا بعد، حيث لم نرى لها أمن ولا استقرار ، إنما العكس مانراه دليل على أن الوطن قد يقع في الهاوية بأي لحظة هل من منقذ له؟

 

ﺇﻥ مالي تشهد ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﻘﺴﻴﻤﺎ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺭﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﺕ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻭﻳﺄﺗﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻻﻳﻔﻀﻠﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اتفاقيات سابقة، ﻭﺭﺑﻤﺎ من قبل ﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ، ﻭﻻﻳﺮﻓﻀﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺸﺪﺓ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎنت الدولة منزلقة نحو تنمية، ﻭﺗﻢ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﺗﺒﻨﺎﻩ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ المتمردين (ﺇﺷﻮﻣﺎﺭ) ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﺟﺰﺍﺋﺮﻳﺔ. وﻛﺎنوا يدّعون العمل على خدمة الشعب والقضاء على التهميش قبل أن تنكشف الأمور ويتضح جليا حرصهم على إيجاد مجموعة من الوظائف والسكوت على حساب بعضهم ما سبب خلافات بينية لاتغني من جوع .

 

ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺡ ﻫﻞ يا ترى ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ستكون السلطات المحلية المؤقتة وغيرها من اللجان المقررة في اتفاق الجزائر بخلافاتها الجوهرية طريق جديد إلى تعيينات التسعينات؟

 

حسين أغ عيسى/ صحفي وناشط سياسي