مؤتمر الحوار الوطني الشامل لا اقلل من جدواه وأهميته خاصة في دولة تعيش حالة من الشقاق مدفوعة بحمية غير مسبوقة نتيجة لغياب العادلة الاجتماعية والتسيب الغير مبرر …
في العام الماضي كنت أحد الذين أشادوا بالحوار الوطني بكل حماسة داعيا إلى أن تقوم الدولة بإقامة حوارات وطنية في كل عام من أجل إتاحة الفرصة لأبناء الوطن لإيصال ما عجز البرلمانيين والنواب في إيصاله الى رأس الهرم من ناحية ومن ناحية أخرى إزالة الشعور الذي رسخه نزيف الدم بين حركات التمرد والجيش وبين بعض العشائر القبلية بأن السواد الأعظم من الشعب المالي غير مبال به …
الحوار الوطني لهذا العام لم يشد انتباهي كثيرا ولم يثير حماستي رغم أنني دعيت للمشاركة بالحاح اقولها لكم بصراحة أسألكم مع من و من ستجري هذه الحوارات أي من هم أطراف هذا الحوار الوطني هل تعرفون وضع الدمى التي تحركها أصابع اليد...
ببساطة الدمى لا تتحرك الا إذا تحركت أصابع اليد مصيرها مقرونة بهذه اليد واذا اردت تعطيل حراك الدمى فما عليك إلا أن تعطل أصابع اليد التي تحركها …
توضيح لما سبق ذكره فإن الأطراف التي تقدمت صفوف الدعوة لعقد حوارا وطنيا ما هي إلا دمى تحركها أياد محسوبه جاءت لتمثل الدور بالنيابة وبدون تفويض كامل فما جدوى حوار كهذا …
كلامي بالملخص المفيد الذي قد لا يعجب البعض ويتحفظ عليه البعض وقد ينال اعجاب البعض هو أن أي حوار وطني يأتي بالنيابة ولا يشارك فيه رئيس حركات التمرد في الشمال السيد بلال اغ شريف ورئيس الحركة المتطرفة في الوسط السيد احمدو كوفا ويتسيده رئيس الجمهورية السيد أبوبكر كيتا شخصيا...
والى جانب كل من رئيس الجبهة المعارضة السيد اسماعيلا سيسي وأبرز القيادات الإسلامية في مقدمتهم الشيخ محمود ديكو والشيخ عثمان مدان هيدرى والشيخ حماه الله فأي حوار لا يتصدره هولاء المذكورين فهو حوار غير شامل فاقد للاهلية والفاقد للاهلية بلا شك يساق الى مصحى للأمراض النفسية والعقلية وسلامتكم جميعاً….
وختاما…
الرئيس الجزائري المغفور له بإذن عبدالعزيز بوتفليقة وضع حدا لنزيف الدماء فيما سمي بالعشرية السوداء بجمع أطرافها وتقديم تنازلات بالعفو ولم الشمل من أجل أن تحيا الجزائر …
نسأل الله يسخر لنا رجل يضع حدا لنزيف دماء في هذه البلاد الكريمة...
بقلم/ أبو فهمي درامي