تحصلت مدينة سبها التي تعتبر عاصمة الجنوب الليبي على المرتبة الأولى في ارتفاع الجريمة عالميا سنة 2015 ومازالت تحطم الرقم القياسي حيث صارت تمارس بها جميع أنواع الجرائم من خطف واغتيالات وسطو مسلح.
هذا ما توضحه سميرة محمد، طالبة جامعية قائلة : "لقد عم الفساد الجنوب الليبي علنا و صار المجرمون ينفذون عملياتهم الإجرامية في وضح النهار".
وتتابع سميرة "بالنسبة للسنوات الأخير صار مستوى الأمان يقل لا يمر يوما إلا وسمعنا عن خطف فولان أو قتل علان أو سطو على آخر".
تؤكد سميرة أن المدارس التعليمية تعاني من اختراقات وسرقات أجهزة الحواسيب بها مما جعل الدراسة في الجنوب أمر مريب ما سبب منع الكثير من الآباء بناتهم من الدراسة وذلك بسبب التردي الأمني الذي تشهده المنطقة برمتها.
ويقارن محفوظ البالغ من العمر ستون عاما ، الذي كان يعمل في الجيش الليبي في عهد العقيد معمر القذافي، الوضع الأمني السابق والحالي قائلا : " سابقا وقبل سبعة سنوات كنت أذهب حيثما أردت ووقت ما شئت ولكن الآن بعد أن صارت البلاد شبه غابة ذئاب، أصبح الخروج من المنزل صعب ومخيفا، بل وأنت في بيتك لا تأمن على نفسك ولا على أهلك من شر المجرمين".
يتابع محفوظ " نحن حاليا في الجنوب نضع أيدينا على قلوبنا طوال الوقت، منا من يخاف على ماله و نفسه و أولاده".
مسردا قصة حدثت معه قبل سنة تقريبا قائلا: " في إحدى الليالي كنت عائدا من عملي و أوقفتني سيارة كان بها أربعة شباب أكبرهم كان يبلغ العشرون سنة تقريبا فنزل أحدهم ووضع على رأسي المسدس وهددني بإطلاق النار علي في حال التحرك فلم أتحرك وقام أصغرهم بتفتيشي وأخرج كل ما لدي من مال وأخد هاتفي أيضا".
ويشير محفوظ إلى أنه قدم شكوى إلى المجلس المحلي في الحي فستهزؤوا منه قائلين أحمد ربك أنهم لم يقتلوك أما الهاتف والمال تستطيع أن تعوضهم".
لا يعاني الطلبة والمواطنين البسيطين من حوادث السطو والخطف والقتل فقط بل أول المستهدفين في هذه الممارسات هم الأجانب ورجال الأعمال والتجار، قبل أشهر معدودة تم خطف شاب تاجر ذو جنسية موريتانية بينما كان يقفل متجره ليلا ليعود لمنزله وما هي إلا ثواني حتى شعر بشيء وضع على رأسه وقال له شخصا يقف خلفه إياك أن تصدر صوتا وإلا قتلتك فأخذوه وأخذوا سيارته التي كان به مبلغ ثمان مئة وثمانون ألف دينار ليبي
ويتهم التاجر بوجود شخص أخبرهم بأنه يحمل مبلغا ضخما كهذا
حاكيا قصته "وضعوني في السيارة وقام أحدهم بربط عيني حتى لا أعرف إلى أين يأخذونني وبعد أن وصلوا مكان تمركزهم سألوني عن المبلغ وأخبرتهم بأنه في حقيبة سيارتي فخرج أحدهم وأحضره ثم رموني مكتوف اليدين ومعصوب العينين وقضيت ليلة كاملة مرميا إلى أن وجدوني جماعة من أهل القرية ففكوني".
مؤكدا أنه فتح محضرا بمركز الشرطة مع ذلك لا يزال هؤلاء المجرمين مجهولين.
يذكر بأن الجنوب الليبي صار أخطر مناطق ليبيا ومن أخطر المناطق في العالم في السنوات الثلاثة الأخيرة من حيث الخطف والإغتيال وارتفاع مستوى الجريمة المنظمة العابرة للحدود.