يعتبر الإتحاد الإفريقي من أكثر المنظمات الإقليمية إهتماما، لما يلعبه من دور إستراتيجي في التأثير الدولي، حيث يتكون من إثنان وخمسون دولة ، نشأ بديلا عن منظمة الوحدة الافريقية وتنوعت القضايا التي يعالجها والتي ظلت غائبة عن المعالجة في أكثر القارات محاولة للهيمنة.
فهل بدا الإختراق الإسرائيلي للقارة الافريقية في محاولة ما لاستعادة نفوذ أقوى بالموقع الاستراتيجي لها ؟
بحسب ما وصف ذلك نتنياهو، وهل تعتمد إسرائيل على حلفائها من العرب باعتبار دورهم اللاعب الأساس بإفريقيا في تمدد هذا النفوذ القادم للقارة العجوز؟
هرتزل صاحب فكرة أن الشرق الإفريقي هو الموجة الثانية للإحتلال الإسرائيلي بعد موجة إحتلال فلسطين، لايخفي أن محاولة النفوذ هذه إمتدت منذ بداية التسعينات في القرن الماضي لإعتبارات سياسية كان اهمها هو توقيع اتفاقية اسلو، وإنهيار الإتحاد السوفيتي، وارتبطت تلك المرحلة بإقامة علاقات إسرائيلية في كل منطقة شرق افريقيا ،إرتيريا وأثيوبيا كما إستطاعت إسرائيل أن تمتلك بعثات ديبلوماسية وسفراء في كل من الكاميرون وكوت ديفوار، ولم يعد يخفى على أحد هذا التوغل الاسرائيلي فمن المؤكد أنها تحتفظ بعلاقات مع كل من دول الغرب الإفريقي، فلما لها من أهمية جيوسياسية في التأثير الدولي، حيث تمثل إفريقيا قوة تصويتية كبرى في المحافل الدولية ولاشك ان الإعتبارات الإقتصادية تتداخل في توسيع النفوذ لها لما تكنه إفريقيا من غنا بمواردها وثرواتها الطبيعية.
ولما كانت قارة إفريقيا ساحة للنفوذ الغربي والأمريكي والدولي عموما، فإن الكيان الإسرائيلي المحتل يقدم نفسه كونه رجل الغرب والولايات المتحدة بإفريقيا لتحقيق أهدافهم الاستراتيجية والأمنية، مستعينا بذلك على تراجع الوجود العربي بشكل عام في هذه القارة العجوز.
حيث عمد إلى تسريع وجودها بتطويع مايمتلكه من تكنولوجيا وعلوم أمنية واقتصادية لهذه القارة، فهي مستقبله الإقتصادي فخلال زيارة نتنياهو الأخيرة لها في يوليو 2016 ،اصطحب معه مجموعة من رجال الاعمال الذين يمثلون الشركات الاسرائيلية للإستثمار ، محاولة منه اللعب على أوتار الأزمة الإقتصادية التي تعاني منها أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وقد لقي إقتراح إسرائيل بأن تصبح مراقبا في الإتحاد الإفريقي ترحيبا إفريقيا لابأس به، وكان أبرز المرحبين الدول الإفريقية الأولى المؤسسة للإتحاد الإفريقي، مما يؤكد أن مرحلة ما تدخلها هذه القارة وأن العرب الذين يعيشون فيها سيرون قارة سمراء، لكن هذه المرة بعيون اسرائيلية لاتستثني أحدا حتى الدول العربية بها ،حيث سيدق هذا الكيان الغاصب إسفينا بين اقطار العالم العربي والأقطار الافريقية، للحيلولة دون تلاحم عربي إفريقي قادم.
فهل يتدارك العرب توجه الإحتلالي الإسرائيلي نحو هذه القارة ؟
أم أنهم سيخرجون من لعبة النفوذ الاقليمية بإحدى إثنتين؛
الأولى تطبيع وإمتثال للغزو الإسرائيلي علنا،
والثانية إكتفاء وإنزواء شاهد على مايحدث وفي كلتا الحالتين إفريقيا تغادر التحالفات العربية.
دولت بيروكي/ كاتبة إعلامية