يواجه مواطنوا بوركينا فاسو الموجودين على شريط الحدود مع مالي - حيث يوجد آلاف اللاجئين الماليين - موجة من العنف، والواقع أن المواجهات العنيفة بين الجيش البوركينابي ضد الجماعات الجهادية، المكونة من حركة أنصار الإسلام، التي يتزعمها إبراهيم ديكو المكنى "لمعلم" إضافة إلى "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" بقيادة إياد أغ غالي. وأعلنت الأخيرة مسؤوليتها عن سبع هجمات في أراضي بوركينا فاسو منذ الإعلان عن تأسيسها في مارس 2017.
وكانت النتيجة لجوء مئات الأسر البوركينية الذين يعيشون في هذه المناطق حيث يتوافدون مع اللاجئين الماليين الموجودين في بوركينا بأعداد كبيرة إلى مدينة غوسي، ماجعل المدينة مهددة بأزمة إنسانية خطيرة.
وأقل ما يمكن أن نقوله هو أن هذا الوضع أدى إلى العديد من الضحايا وهؤلاء هم السكان المدنيون المحاصرون بين حريقين هما الجيش والجماعات الجهادية. وهكذا، لوحظت حركة سكانية كبيرة في هذه الأيام بالقرب من الحدود بين مالي وبوركينا فاسو خارج مخيمات اللاجئين الماليين في بوركينا فاسو، وهما مخيم جيبو ومنتاو.
وكثيرا ما تعتبر هذه المناطق بمثابة قواعد خلفية يشتبه في أنها تؤوي عناصر مسلحة جهادية تنفذ هجمات جيش بوركينا وردا على ذلك، فإنه يتجه أيضا إلى هذه الأماكن للبحث على المهاجمين الأمر الذي دفع بعض منظمات حقوق الإنسان مثل هيومن رايتس ووتش إلى الحديث عن "الإنتهاكات" التي ارتكبت في حق المدنيين بهذه المخيمات.
وقد تسبب هذا الوضع في نزوح الآلاف من اللاجئين الماليين (بما في ذلك النساء والأطفال) للعودة إلى ديارهم التي غادروها هربا من ظروف مماثلة في عام 2012 في ظل انفلات أمن لم ينتهي بعد، ووصل معظمهم مدينة غوسي - وهي منطقة تقع في ولاية تمبكتو، على بعد 160 كلم جنوب غرب غاوا والقريبة من شريط الحدود مع بوركينافاسو.
وعلاوة على ذلك، جنبا إلى جنب مع اللاجئين والنازحين الماليين الذين اختاروا الاستقرار في هذه المناطق، بل هي أيضا آلاف النازحين من بوركينا فاسو مقيم بالقرب من الحدود بين البلدين فروا إلى مالي. معظمها أيضا في غوسي والمناطق المحيطة بها، وهي حالة كثيرا ما تخلق توترات بين السكان الأصليين والقادمين الجدد، لأنه يجب أن نتذكر منطقة كغوسي لم تكن المراعي حاسمة جدا فيها إضافة إلى النقص في المياه مما يدفع البعض ينظر إلى كل المخاطر التي يمكن أن يسببها.
وفي الوقت الحاضر، لا تقوم المنظمات غير الحكومية إلا بالتسجيل فعلى سبيل المثال، تقوم المفوضية وشركاؤها بتطوير 80 موقعا من المفترض أن تستضيف جميع هؤلاء الأشخاص. وبالفعل، قام برنامج الأغذية العالمي ومنظمة غير حكومية "الإغاثة الإسلامية" بتوزيع الأغذية لأول مرة على نحو 1500 شخص. ومع ذلك، فإن هذا الوضع بعيد عن تغطية جميع الحاجات وهكذا، ومع اقتراب فترة الحرارة القوية، يخشى الكثيرون من الأزمات الإنسانية حيث كثيرا ما تزداد الاحتياجات ولذل هناك حاجة ملحة للتدخل بسرعة قبل أن يكون الوضع خارج السيطرة تماما.