رفع إقبال مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء على السكن في الأحياء الشعبية بضواحي المدن المغربية، أسعار إيجارات المنازل في تلك الأحياء، فيما سجل رفض بعض الملاك تأجير المساكن لهؤلاء.
في بعض الأحياء الشعبية بالعاصمة الرباط، مثل حي الفرح وحي الانبعاث، تنتشر البيوت والمنازل المعدة لإيجار المهاجرين الأفارقة، بسبب أعدادهم الكبيرة التي تتخذ من المغرب محطة انتقالية قبل العبور إلى أوروبا.
ولأن المغرب تحول من بلد عبور إلى بلد لجوء، بفضل استراتيجية إدماج المهاجرين الأفارقة التي ينتهجها منذ 2014 في مرحلتها الأولى، قبل أن يباشر المرحلة الثانية ابتداء من يوم غد الخميس، فإن عددا من المهاجرين فضلوا الاستقرار بالبلاد.
وساهم استقرار آلاف المهاجرين الأفارقة بالمغرب، رغم عدم امتلاك العديد منهم وثائق قانونية، في ارتفاع أسعار إيجارات البيوت بضواحي المدن، كونها أرخص من إيجارات وسط المدينة.
يقول بيير دولاغيس، وهو مهاجر من مالي يقطن أحد بيوت "دوار الحاجة" الشعبي، لـ"العربي الجديد"، إنه جاء ليقطن في هذا الحي كونه بات معروفا بإيواء العديد من المهاجرين من بلاده ومن بلدان أفريقية أخرى.
وأردف المهاجر غير القانوني الذي دخل المغرب عن طريق موريتانيا قبل ست سنوات، أن "دوار الحاجة"، والذي تحول اسمه إلى حي الفرح، أضحى مقرا للمهاجرين الأفارقة، مبرزا أنه يشعر بالراحة في هذا الحي باعتبار أنه يكاد يشبه الأحياء الشعبية في بلاده.
ولم يخف دولاغيس تبرمه من ارتفاع أسعار إيجارات البيوت التي يقطنها المهاجرون مقارنة بإيجار البيوت التي يسكنها المواطنون المغاربة، مضيفا "الإيجار الذي يكون 800 درهم، يرتفع إلى 1200 درهم عندما يكون الساكن مهاجرا أفريقيا. لكنها تبقى إيجارات معقولة مقارنة مع أسعار وسط المدينة أو الأحياء الراقية".
وبالمقابل يرفض عدد من الملاك استئجار المهاجرين الأفارقة لبيوتهم، لأسباب متباينة، أحدها الضجيج الذي يصدرونه، خاصة في حال وقوع خصومات بينهم، حيث يتحول المنزل إلى ساحة معركة دامية.
وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي تظلمات مهاجرين أفارقة، حتى إن بعضهم نشر ملصقات في بعض المباني تدعو السكان إلى عدم إيجار بيوتهم للأجانب، خاصة المهاجرين الأفارقة، وهو ما أثار احتجاجات مهاجرين في وقت سابق.
العربي الجديد