أصبحت مراكز الإبداع التكنولوجي دعامة أساسية للأنظمة البيئية والتطورات الهائلة في أفريقيا. وستجد إشارات واضحة إذا بحثت في قطاع المعلومات والاتصالات أن للتكنولوجيا مستقبلا مشرقا في القارة.
وبصرف النظر عن الموارد البشرية والطبيعية الوفيرة، فإن هناك دولا أفريقية تُحدث التغيير وتترك بصماتها بوضوح, وذلك بفعل أبنائها المخترعين والمساهمين في مجال العلوم والتكنولوجيا.
دعونا نلقي نظرة على هذه الدول العشر الأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية في أفريقيا.
جنوب أفريقيا:
تتربع جنوب أفريقيا على رأس القائمة لأسباب. ففيها أفضل الجامعات في أفريقيا إضافة إلى العديد من الاعتبارات الخاصة بالبنية التحتية، وتعتبر هذه البلاد الدولة الأكثر تطورا من الناحية التكنولوجية على مستوى القارة الأفريقية في مؤشر الابتكار العالمي الحالي (GII).
تتميز البلاد بالقائمة الطويلة للعديد من الاختراعات العالمية المدهشة، منها على سبيل المثال لا الحصر؛ أنظمة “لينكس”, “أوبونتو”، وشركة (DSTV)، بالإضافة إلى “باي بال” (Paypal).
نيجيريا:
أكبر دولة افريقية من حيث عدد السكان, وهي في المرتبة الثانية هنا لأسباب. ففي نيجيريا – على غرار وادي السيليكون (Silicon Valley) في أمريكا, مركز التكنولوجيا النيجيري الشهير، والذي يعرف بـ “يابا” (Yaba)، وهي مدينة في لاغوس زادت شهرتها وأهميتها لدى المستثمرين لاستضافتها مؤخرا مؤسس الفيسبوك “مارك زوكربيرج” أثناء وجوده في نيجيريا.
يوجد في نيجيريا شركات ومؤسسات رائدة في مجال التكنولوجيا, أمثال “إيروكو بارتنرز”، وهي شركة إنترنت ناجحة مع أكثر من 6 مليون مستخدم من 178 دولة في العالم. ويُصنع في نيجيريا أجهزة الكمبيوتر اللوحي “INYE-1” و “INYE-2” . ومصنع المورينغا للتكنولوجيا يمكّن النيجيريين لاستخدام نبات المورينجا لمعالجة المياه.
أوغندا:
وفقا لدراسة أجراها معهد مارتن بروسبريتي من الولايات المتحدة, فإن أوغندا هي ثاني أفضل دولة في أفريقيا من حيث القدرات التكنولوجية والابتكارات المتقدمة. ووضعت الدراسة دولة أوغندا في المرتبة الـ82 في على المستوى العالمي من حيث الابتكار التكنولوجي المتقدم.
ومما ساعدت البلاد أن الحكومة استثمرت بشكل كبير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. واستقطبت أيضا المستثمرين الأجانب في القطاع. وفي وقت سابق من هذا العام، أطلقت أوغندا أول حافلة في أفريقيا تعمل بالطاقة الشمسية، “Kayoola” (اقرأ عنها هنا).
مصر:
لقد سبق أن قرأت شيئا عن تاريخ مصر وآثارها. أليس كذلك؟
فمنذ قرون, ارتبطت مصر بالاختراعات والابتكارات وتحطيم الأرقام القياسية. وقد أفادت كتب التاريخ بما سجلته مصر القديمة في مجال التكنولوجيا والفلك والعلوم والتي ساعدت رواد الفضاء في استكشافاتهم الفضائية.
كينيا:
كينيا, دولة الأفكار والابتكار التكنولوجي. على سبيل المثال، ابتكر “أنتوني موتوا” حذاء الشحن, واخترع رجل يبلغ من العمر 44 عاما من نيروبي تلفزيونا مجهزا بالتنبيه. بل واُخترع أيضا منع تحرك السيارة عبر رسالة قصير (SMS), وثلاجة تعمل بالطاقة الشمسية ومساكن الحيوانات الأليفة تحت الماء, كلها ابتكارات تخرج من عقول في المركز التكنولوجي في نيروبي, المعروف بـ”سيليكون سافانا”. هذا بالإضافة إلى طالبات المدارس اللواتي يحاربن المشاكل الصحية بتطوير تطبيقات الهواتف (اقرأ هنا).
غانا:
لا يقتصر جهد غانا – لتكون متقدمة من الناحية التكنولوجية – فقط على المدن. بل انتقل هذا الجهد إلى الأحياء الفقيرة أيضا.
في العام الماضي، تم تدريب النساء والفتيات على كيفية التطوير والبرمجة من قبل نادي “أشيفرز”، وهي منظمة غير ربحية في “نيما”, منطقة في أكرا الكبرى.
وقد ظهر العديد من أصحاب المشاريع التكنولوجية من غانا. أبرزهم السيد “فريدي غرين” الذي اخترع نظام مؤتمرات الفيديو بأسعار معقولة, وأدوات تستخدم الغاز المضغوط لتوليد الكهرباء.
مدغشقر:
مدغشقر, دولة تمشي بخطى ثابتة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا وقدرات الابتكار. وصنفت مؤخرا، دراسة أجراها معهد مارتن بروسببريتي من الولايات المتحدة, مدغشقر في المرتبة الثالثة في أفريقيا من حيث التكنولوجيا المتقدمة.
رواندا:
دولة لا تزال تحمل العبء الأكبر من آثار دمار الحرب الأهلية والإبادة الجماعية التي شهدتها، ولكن إصرارها على المضي قدما يعتبر من أعظم كنز يملكه البلاد.
فقد أطلقت رواندا مؤخرا أول خدمة لنقل الدم عبر طائرات دون طيار (اقرأ هنا), والشبكة المقترحة للنطاق العريض 4G LTE التي توفر فرصا جديدة لتقديم خدمة الانترنت العالية لجميع البلاد.
بوتسوانا:
تم تصميم مركز الابتكار البوتسواني للحفاظ على التكنولوجيا المبتدئة والشركات العالمية والمنظمات البحثية والصحية وجعلها تتماشى مع الاتجاه العالمي للتكنولوجيا والابتكار. ولدى مركز الابتكار دعم من الحكومة بما يحقق أهدافها وغاياتها. وهناك احتمال أن تصعد بوتسوانا إلى مرتبة عالية من حيث التكنولوجيا على مستوى القارة.
زيمبابوي:
من الأفضل اختتام القائمة بـ”زيمبابوي”. ففي هذه الدولة الواقعة أفريقيا الجنوبية، كان الاستثمار في التكنولوجيا من الدول الآسيوية آخذا في التزايد، بفضل العمالة الرخيصة والسوق الإقليمية الضخمة. ومن المشاريع التكنولوجية في زيمبابوي هي شركة التصنيع الإلكتروني الماليزي والتي يقدر بـ 12 مليون دولار.
المصدر: أفريكا عربي