يسود توتر شديد في مدينة غاوا كبرى مدن الشمال المالي وسط دعوات لـ"للتهدئة"، وذلك بعد العثور بداية الأسبوع الجاري على جثث لشبان من العرب يتهم أهاليهم جيرانهم من السونغاي بالوقوف وراء مقتلهم على أسس عرقية.
ودعت مختلف جمعيات المجتمع المدني في المدينة الحكومة المالية والأطراف المعنية الى تحمل مسؤولياتهم في حماية المدنيين وممتلكاتهم، كما دعت السكان إلى التهدئة وضبط النفس والرجوع إلى الحوار حتى لايكون هذا التوتر الحاصل مصدر حرب عرقي ليس في مصلحة أحد، كما دعت جهات أخرى إلى شد الرحال و مواصلة المشوار نحو ما يسمونه بالنضال من أجل تحقيق العدالة.
وأفادت مصادر أمنية لصحيفة "الغد" أول صحيفة عربية-فرنسية في مالي، أن قوات تنسيقية الدوريات المشتركة التي تضم جنود من الحركات المسلحة والجيش الوطني المالي منعت المئات من الشبان من الانتشار الواسع في بعض أحياء المدينة، ما دفعهم إلى التجمع في الشوارع فقط.
وأضاف المصدر أن مئات الأشخاص مازالوا مرابطين داخل بعض الشوارع وذلك جاء بعد مقتل شخصين وإصابة آخرين في وقت متأخر من ليلة أمس على يد مسلحون مجهولون يعتقد بأنهم من عرقية العرب إنتقاما لشبانهم المقتولين بداية الأسبوع والذين كانوا يتهمون إخوانهم السونغاي باختطافهم وقتلهم بعد ذلك.
نشير إلى أن الحكومة المالية وكذلك الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر لا تزال تلتزم الصمت تجاه هذه الأوضاع التي وصفها الكثير بالخطيرة، في وسط حضور بارز للزعماء الدينيين والتقليديين في محاولة إطفاء نار الفتنة بين الأشقاء في الدين والوطن.