في ظل الشحن الإعلامي الخارجي على ضوء صراع المحاور الإقليمية وأدواته الداخلية من الباحثين عن النجومية والشهرة تنتشر في شبكات التواصل والمواقع مصطلحات تروج لها فضائيات لدول لها تصفية حسابات مع عدة أطراف في المنطقة العربية مثل عبارة " لا لحكم العسكر " والتشكيك في كل خطوة وطنية وتبخيس الانجازات وحروب شائعات نفسية على خلفية ميل الحكومة الموريتانية إلى جانب محور عربي مناهض للإخوان المسلمين .
والحقيقة ان موريتانيا منذ استقلالها تعاني من محاولات التطويع والتتبيع لهذا المحور او لذاك الزعيم وقد أطاحت المؤسسة العسكرية بالرئيس المؤسس من أجل وضع حد لمشاركته في حرب الصحراء الناجمة عن صراع محاور إقليمية مزقت نسيجه الاجتماعي وجعلت أبناء العمومة من البيضان بتذابحون ويسفك بعضهم دم بعض و اتسمت فترة ما بعد الاستقلال بانفصام الهوية حيث كان يسود نظام الحزب الواحد الذي عانى منه شعب عربي بثقافة محضرية و كانت تحكمه إدارة فرنكفونية بنكهة غرب إفريقية وهو ما استفز التيارات القومية العربية ودفعها للانقلاب ووضع حد لسفك دماء البيضان ورد الإعتبار للغة العربية في بلد المليون شاعر. وقد مرت البلاد بسلسلة إنقلابات انتهت بدستور عام1992 الذي وضعته اللجنة العسكرية للخلاص الوطني وتأسيس الجمهورية الثانية بقيادة الرئيس معاوية ولد الطايع الذي كرس الهوية البيضانية ببعديها العربي والامازيغي لموريتانيا وأعاد تأهيل مؤسساتها العسكرية والمدنية ولم شمل البيضان بتجنيس الصحراويين والأزواديين لإعادة التوازن العرقي للبلاد ودعم القضيتين الصحراوية والأزوادية ودمج تراثيهما ضمن المنظومة الشعبية للتراث الموريتاني وتشجبع الروابط الاجتماعية ببن شعب البيضان في طول الصحراء الكبرى وعرضها وجعل موريتانيا وطنهم الجامع على غرار باكستان التي اصبحت بلاد مسلمي شبه القارة الهندية أو تركيا التي تعتبر نفسها وطن للشعوب التركية في وسط أسياء والبلقان وجلب الكفاءات البيضانية لدعم الأقتصاد وتشجيع السياحة .
كما حققت الجمهورية الثانية نجاحات دبلوماسية وانقذت البلاد من المؤامرات الخارجية التي كانت تستخدم بعض العرقيات عام 1989 وانقاذه موريتانيا من فاتورة دعم شعبها للرئيس العراقي صدام حسين عام 1991 عبر علاقات مع إسرائيل لاتحظى بشعبية في الداخل حيث ضحى بشعبيته من أجل مصالح شعبه العلياء عبر علاقة جلبت له النقد الداخلي ولكنها أنقذت موريتانيا من ورطة فاتورة دعمها لصدام ومن تبعات دعم افريقيا السودا لحركة فلام وانتعش بفضلها الاقتصاد عبر استثمارات خليجية وأصبح لموريتانيا مكانة إقليمية واستقلالية قرارها الوطني وهو ما أزعج الدول الاقليمية التي تعتبر هذا النوع من العلاقات كبير على دولة صغيرة مثلها واستخداموا المعارضة والاعلام الذي يحتاج لتمويل خارجي للنفخ في نار الرفض الشعبي لتلك السياسات وتهييج المشاعر الشعبية حتى تم الاطاحة بالجمهورية الثانية بقيادة ولد الطايع .
وفي عام 2005 بعد الانقلاب مرت البلاد بمرحلة انتقالية جرت فيها انتخابات تلاها انقلاب على رئيس منتخب ثم جاء ربيع عربي وحالة من الفوضى الاقليمية تراجعت معها مع بعض انجازات ولد الطايع و تقلصت وتيرة تجنيس الصحراويين والازوايين قياسا بحقبة ولد الطايع وظهور اولوية جديدة تسمى معالجة الإرث الانساني برد الاعتبار لأنصار حركة فلام لمغازلة الرئيس الامريكي الأسود باراك اوباما وطمعا بنيل جائزة نوبل للسلام وقد دفع الحزب الحاكم ثمن تلك السياسات قصيرة النظر بخسارته في الانتخابات البلدية في عرفات بسبب انقسام أصوات البيضان وتصويت أنصار بيرام وفلام للمعارضة ضد الحزب الحاكم كما جرى التخلي عن العلاقة مع إسرائيل منذ عام 2009 لإمتصاص الغضب الداخلي وفي المقابل تحاول كل من تشاد ومالي والسنغال حلفاء فلام إقامة علاقات مع تل ابيب لتملأ الفراغ وتمنع موريتانيا من إعادة التموقع في الساحل وستحاول المعارضة العرقية الاستفادة من ذلك لتعزيز وضعها.
في هذه الظروف يسعى الوطنيون البيضان من الموريتانيين والصحراويين والأزواديين لخلق إجماع وطني لانتخاب المرشح محمد ولد الغزواني الذي عمل 40 سنة في مؤسسات الدولة وزكته المؤسسة العسكرية والزعامات القبلية والدينية وساهم خلف الكواليس في رسم السياسات التي أدت إلى الحفاظ على أمان وحرية المجتمع وجعل موريتانيا واحة للأمن والاستقرار في محيط مضطرب ليكمل الانجازات المحققة ويرسخ الأمن والاستقرار وتطوير الاقتصاد وجلب الاستثمارات وتشغيل الشباب وعصرنة الإدارة واقامة علاقات اقليمية و دولية تكون سندا لموريتانيا في المجالين السياسي والاجتماعي ودعم الاقتصاد المعرفي والرقمي وتشجبع السياحة لخلق وظائف وتعزيز مكانة الطبقة المتوسطة صمام الأمام داخل المجتمع ورد الاعتبار للدبلوماسية الموريتانية عبر دعم القضيتين الأزوادية والصحراوية لتقوية الجبهة الداخلية من جهة والاستفادة من اللوبيات والجاليات المؤيدة للقضيتين في اوروبا واميركا من جهة أخرى حتى تصبح موريتانيا رقم صعب في تحركات القوى الكبرى في شمال وغرب إفريقيا .
المطلوب الآن تفويض شعبي كاسح لدعم المرشح محمد ولد الغزواني لإكمال انجازات مؤسسات الدولة والحفاظ على الأمن والاستقرار الذي صنعه مرشحنا خلف الكواليس وبناء جمهورية ثالثة تحافظ على المكتسبات وتضيف إليها تراكمات لتمكينه من تثبيت موريتانيا كرقم صعب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بما تملكه من اوراق قوة وجذب الاستثمارات وان يدرك الجميع ان الجمهورية الثالثة بقيادة محمد والشيح محمد احمد ولد الغزواني إبن الولي العالم الصوفي ستكون دولة القانون والمؤسسات الدستورية وان امنها القومي يتحقق ببناء شبكة أمان من التفاهم والوئام الداخلي وبناء صداقات وشراكات إقليمية ودولية تصب في زيادة تراكم الانجازات لرجال مؤسسات الدولة وعلى رأسهم مرشحنا محمد ولد الغزواني وما يحظى به من توافق وإجماع وطني
بقلم / ابوبكر الأنصاري
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي و المسؤول الأعلامي للمبادرة الشعبية لدعم غزواني