الغد أول صحيفة عربية مالية

في داخلنا شيء من " الأنا "/ أبو فهمي درامي

بواسطة kibaru

نحن جميعا مشارب ومدارس وأهواء وولاءات مختلفة وجلنا في داخله شيئا من  " الأنا والعصبية والحمية..." وحتى الازدواجية نلنا منها النصيب الأكبر وكلها لها مسبباتها ودوافعها ولست ابررها ابدا…
 
ففي كل مرة تكون الأنا والحمية والعصبية طاغية على نفوسنا نتعالى على من حولنا ونكيل السخرية والاستهزاء وقد نخوض في سجالات وصرعات كلامية فنتوهم انها ثقافة مع انها منتهى السخافة لأن همنا الاول والوحيد ان لا يقال اننا قد هزمنا في هذا العبط الكلامي والاختلاف العقدي وحتى الفكري وإذا كنا حقا في ناقش فمن المفترض ان نكسب المناقش وليس النقاش...
 
وقد نجعل من أنفسنا دائما عرضة للانتقادات اللاذعة والسخرية المقيتة في كل مرة ندعي فيها المظلمة أو الأحقية والصواب فيصدق فينا المثل القائل ضربني وبكى سبقني واشتكى لأننا نملك جرأة التطاول والتظاهر ولا نملك جرأة الاعتراف والإقرار بأن السبب الذي يجعلنا لا نرى جباهنا وهو نفس السبب الذي يجعلنا لا نرى قفانا ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه فصانها…
 
 فمن يقول مثلا أن التعرض والتطاول على بعض المذاهب والطوائف والمعتقدات والرموز الدينية أو السياسية وحتى المكونات الاجتماعية...غير محرم بينما يرى اتابعها و مريديها أنه محرم و خط أحمر لا ينبغي تجاوزه لانها تعبر عن فكرها ومعتقداتها ووو... 
 
 ومن يتعامل معها بناءا الرأي الأول فعليه ايضا أن يستقبل إهانات وتجاوزات اصحاب الرأي الثاني في اي هفوة أو زلة او كبوة او خطيئة من طرف من يواليهم هو وان يهضمها بكل شراهة وان كانت مرة مذاقها وان طالت شخصه الكريم او أعز الشخصيات لديه أو متعديا الى رموز وكيانات كما أسلفت فالكمال لله...
 
فالإساءة في واقعنا المرير دائما ما تقابل بالاساءة والسخرية إلا ما ندر  فكيف بمن هم في عالمنا الافتراضي -وقليلون هم من يترفعون عن ذلك - لدواع ان نفوسا تم جرحها والتجني عليها عبر الإساءة والتشهير من منظور مشروعية النقد وباعتبار ان لا أحد فوق النقد ويا له من نقد…
 
هكذا هو الحال رمتني بدائها وانسلت...فالفعل دائما يتبعه ردة فعل آجلا أم عاجلا فما بالك إذا كان الفعل سيئا وجارحا وخادشا وفاضحا...
 
أعتقد أن الوصول للهدف الأسمى يكمن في الاسلوب وطريقة الاستقطاب لا الاستقطاع وتعديل السلوك لا تجريح السلوك وإزالة الاغشية عن الابصار باسلوب راقي وبكل تواضع مسندا بالحكمة والموعظة الحسنة مصداقا لقوله تعالى " ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " صدق الله العظيم 
والمطلوب من شباب الامة الطرح والتعقيب بأسلوب حكيم رصين وليست بالسخرية والتشفي...
 
وليس بالتهجم بعد الترصد والتصيد للأخطاء والنبش وراء العورات والمزيد من الفضائح فلسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس السن...وغالبا ما ينتج عن هذا التوجه حالة من الانفصام المعلن والتصادم الشرس والتنافر الكبير بحجة تغليب الحق على الباطل في خندق يختلط فيه الحق بالباطل والحابل بالنابل ويموج في بحره الصالح والطالح و العارف والجاهل...
 
وفي وضع كهذا يبقى في السكوت سلامة وفي تبصير شباب الأمة وتفطينهم فيما حياك حول أمتهم ومقدساتهم خارجيا أجل الأعمال في مواجهة مؤامرات خسيسة خبيثة عابرة للقارات تهدف الى تمزيق الامة من الداخل عبر دعم مزيد من الخلافات البينية والصراعات العرقية والقبلية والطائفية والمذهبية في دول إسلامية بتصريف دول غربية على رأسها أمريكا وفرنسا وروسيا…
 
- وعلى غرار المواجهات النارية والاعلام المغرض والتعبئة المذهبية انقسم شباب الامة الى فرق واهواء وولاءات ورغم التجني والتطاول في بعض المكاتيب والمناشير والتعليقات التي طالت ( شخوص وهيئات وكيانات ورموز ودول...) وإصرار البعض على ذلك النهج الغوغائي الذي يخدم مصالح واجندات عقدية وسياسية صهيو نصرانية و الامبريالية التوسعية إلا أن البعض الآخر أيضا أراد أن يبقى كالصقر في رفعته وترفعه لا ينزل عن مستواه متأنفآ من أكل الجيف بينما آخرون وجدوا في ان السيل قد بلغ الزبى وأن من لا يتق الشتم يشتم ام آخرون فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل واتبعوها بمقولة رحم الله امرئ عرف قدر نفسه وانصرفوا متأسفين…
 
*ختاما: فالامة ودولها ومقدساتها تمر بأحلك الظروف وابناءها ما بين مطبل ومتشمة ومتأسف فأين يجب أن يقف مثقفيها وكتابها وصحفيها...فهو بلا شك موقف التقارب وإصلاح ذات البين والمشي في خط متواز نحو جبر الخواطر ولملمة الشمل والا فإن الحياة دول وما سرك اليوم قد يبكيك غدا...
 
☆اذا لم تكن حمامة سلام حائمة فكن صقرا يجيد الرفعة والترفع ولاتكن غرابا ينعق في كل واد...
♡ بارك الله الإسلام وأهله........
بقلم/ Abou Fahmi Drame
13- ربيع الأول1439ه
مدينة التنوع القبلي والثقافي موبتي