الغد أول صحيفة عربية مالية

قراءات سياسية حول المشهد السياسي في مالي الجزء الثاني

بواسطة kibaru

تصحيح معلومة  : ذكرت بالأمس أن البيان الذي ذكره اسماعيل سيسي وكان أول بند له لإعادة البلاد هو محاربة المحاضرات الدينية ودخول رجال الدين في السياسة وإبعاد الدين عن قرارات ومواقف الدولة وإيقاف البرامج التحريضية والمتشددة في الإذاعات والقنوات ، إنما كان مجرد قائمة عروض كتبها شباب نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي ولم يتبنّاها هو بنفس وإنما قدمت له كشرط لدعمه إذا تقبّلها أو تقبّلها أي مرشح آخر.. وإن كانت الحقيقة أنها لم تقدم لأحد قبل فهذا من باب البيان حول الغلط الذي وقعنا فيه فهو لم يتبنّ بعدُ هذه الأمور لحساسية هكذ طرح ، كما أكد لي أحد من كتبوا الوثيقة .
 
المهمّ أن 2018 م غير 2009 م حين كان المجلس الأعلى في أوج قوته كيف جمع الجميع لمواجهة الحكومة حول إلغاء قوانين الأحوال الشخصية، نعم المشهد تغير كثيرا ودخل اللعبة ألاعيب جديدة ورؤى جديدة...
 
ولكن الذي يسيء للقلب هو  أنه تم إلصاق فشل الرئيس الحالي على قادة المسلمين وخاصة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي  إذ يعتبرونه صديق '' بووا'' أي بابا كناية عن الرئيس الحالي ذي 73 ربيعا كما هو شائع بين الشباب..
 
ولم يسع رئيس المجلس لنفي ما يقال أو إثباته ربما له قراءته الخاصة في ذلك  وأن سكوته هو رسالة للرئيس وما يشاع عن توتّر العلاقة بينه وبين الرئيس منذ سنتين إلا أن خطة محاربةالشائعات ونفيها لم تكن يوما سياسة للمجلس الأعلى الاسلامي منذ 5 سنوات وهذا من الأخطاء الفادحة التي وقعنا فيها .
 
لدرجة أننا رأينا من كان من قادة المسلمين ممن أيدوا الرئيس الحالي،. بدأوا يلقون بالتملصومن تركة الرئيس وأصبحوا يلقون بالتبعة على الشيخ ديكو مع أن قرار مساندة الرئيس كان بإيعاز من الجميع... وان الجميع  بالفعل كان يعتقد أنه الرئيس الذي سيعيد للبلد هيبته ومكانته وإعادته إلى سيرته الأولى ، حتى صديقه '' بويي" شيخ الطريقة الحموية في انيورو الساحلية كان مع هذا اليقين لكن  بدأ يشاع أنه أصبح خصما لدودا للرئيس .
 
والهدف من كل ذلك هو شق الصف الإسلامي الحالي -بمساعدة هؤلاء القادة الدينيين - وتحجيم دور رئيس المجلس الأعلى من يدري ربما ستتم الإطاحة به قريبا باعتبار أنه ه شخص يستمع إليه وباعتباره شخصا له قيمته وقامته في وجدان المسلم المالي ، وللأسف كالعادة لم نجد أي نفي ودفاع رسمي عن كل ما يشاع في هذا الملف  .
 
إذا ليذهب المسلمون هذه المرة بلا مبادرة سياسية ولا محاولة لتقييم المرحلة القادمة وما هي الخيارات الجديدة و كيف نخرج من النفق الذي وقع فيه الجميع لم يتم شيئ من ذلك للأسف .
 
والذي أؤكد للشباب المسلم الذي أصيب بيأس كبير في هذا الشأن مما جعله يتردّد في العودة إلى الواجهة السياسية هو أننا لسنا مسئولين عن فشل الرئيس ولا عن خياراته السياسية لأن هذا الرئيس معروف أنه رئيس أناني ولا يستمع للناس كثيرا وإلا فكيف يتصور أن تغير حكومتك 5 مرات وخلال 5 سنوات وفي بلد كان على شفا جرف هار فالخطأ خطؤه والفشل فشله . فقط علينا التفكير سويا في ما سيكون لنا غدا بإذن الله .
 
ونحتاج في ذلك إلى التفكير في ما نريده لوطننا الحبيب وأن لا ننجرّ مجددا في الوقوف بأخطاء قد تكون قاتلة سياسيّا فالمؤمن لا يلدغ في جحر مرتين  ، ولكن ألا نقبل لأحد بتحجيم دورنا كشباب له كل الحق في ممارسة رؤيته السياسية  ومزاولة نشاطه كمواطن مثل الآخرين تماما .
 
حمدي جوارا. 
باريس فرنسا.