أكدت مصادر ليبية مطلعة أن قطر حاولت في أكثر من مناسبة إغتيال سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في مقر إحتجازه بمدينة الزنتان ( غرب ) وأن تلك الحاولات كانت عن طريق أطراف داخلية منضوية تحت ما كان يسمى بمنظومة فجر ليبيا ، وأوضحت المصادر أن المخابرات القطرية أوصت بضرورة القضاء على نجل القذافي لما يمثله وجوده حيا من خطر على جماعات الاسلام السياسي ، نظرا لأنه يمتلك شعبية جارفة بين القبائل التي لا تزال موالية لنظام والده ، كما أنه يمتلك أدلة دامغة على تورط الجماعة الليبية المقاتلة وجماعة الإخوان المسلمين في التآمر على عدد من الدول العربية بالتنسيق مع الراعي القطري ،
وأشارت المصادر الى أن مقر إحتجاز سيف الاسلام القذافي تعرض للقصف الجوي في أكثر من مناسبة في العامين 2014 و2015 ، وكان ينجو بإعجوبة ، نتيجة تلقي الكتيبة المشرفة على حراسته معلومات مباشرة من مواقع إنطلاق الطيران المعادي ، وفي إطار التحالفات الداخلية ، والإختراقات المسجلة في صفوف الميلشيات المحسوبة على نظام الدوحة
وبحسب ذات المصادر ، فإن قطر أكدت لحلفائها في ليبيا أنهم لن يستطيعوا ضمان سيطرتهم على ليبيا ، البلد الغني بالثروات والمتمتع بموقع إستراتيجي مؤثر ، إلا بإغتيال سيف الاسلام القذافي ، وإقصائه نهائيا من المشهد السياسي ،
محاولة إغتيال أولى
وبحسب تقارير إعلامية ، فإن قطر كانت قد سعت لإغتيال سيف الاسلام القذافي منذ 14 عاما ، حيث كشفت صحيفة ''أندبندنت'' أن جهاز الأمن الخارجي البريطاني ''أم آي ''6 وشرطة سكوتلنديارد أنقذتا نجل القذافي، من مؤامرة اغتيال خططت لها جماعة إسلامية مدعومة ن قطر على الأراضي البريطانية ،وقالت الصحيفة في تقرير كتبه تيم سنكوبتا من العاصمة الليبية طرابلس بعد الإطاحة بنظام القذافي إن الكشف جاء في وثائق سرية عثـرت عليها في ليبيا، وأظهرت أيضا أن الاستخبارات البريطانية أشارت الى وجود صلة بين مؤامرة اغتيال سيف الإسلام وقطر،
وأشار التقرير إلى أن ليبيا طلبت مساعدة بريطانيا لإنقاذ حياة سيف الإسلام القذافي، وقد وردت تفاصيل ذلك في رسالة وجهها مسؤول بارز في جهاز ''أم آي ''6 إلى مسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية الليبية، وعُثـر عليها بين وثائق عديدة تتعلق بسيف الإسلام في مكتب وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا، الذي انشق عن النظام في أوائل مارس 2011 ويقيم حاليا في الدوحة
ونقلت الصحيفة عن الرسالة أن ''الطلب الليبي تم تمريره إلى الفرع الخاص بشرطة العاصمة لندن، والذي وضع سيف الإسلام على لائحته للأشخاص المعرضين للخطر، وزاره حين أقام في لندن لمناقشة التهديد معه وبدا مقتنعا بالتدابير التي جرى اتخاذها لحمايته''.
من لندن الى باريس
وأضافت الصحيفة أن جهاز ''آم آي ''6 اتصل بنظيره الفرنسي بعد أن أبلغته السلطات الليبية أن خلية إرهابية على علاقة بقطر كانت تخطط لتصفية سيف الإسلام في باريس، وأبلغ الفرنسيون المسؤولين البريطانيين وقتها أن وزير الداخلية القطري أنذاك الشيخ عبدالله بن خالد آل ثاني يزعم بأنه ''كان يُعرف بتعاطفه مع الجماعات الإسلامية المتطرفة''، مشيرة إلى أن الفرنسيين لم يقدموا أية أدلة تدعم هذا الاتهام، ولكن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأمريكية كانوا يعتقدون في العام 2003 أن الوزير القطري نفسه كانت له صلات بتنظيم القاعدة.
ونقلت ''أندبندنت'' عن تقرير نشرته صحيفة ''لوس أنجلس تايمز'' الأمريكية، في مارس 2003 أن الشيخ عبد الله بن خالد آل ثاني ''حمى إرهابيين بمزرعته''. وأكد ريتشارد كلارك، مدير مكافحة الإرهاب السابق في البيت الأبيض، أن دور الشيخ خالد كرئيس للأمن داخل قطر شكل خطرا جسيما على القوات الأمريكية المنتشرة في قطر
خزينة سرار
يذكر أن الناطق باسم المعارضة القطرية، خالد الهيل، شدد مؤخرا على أن ظهور سيف الإسلام القذافي سيكشف كثيراً من المؤامرات التي حاكها النظام القطري ضد الدول وبخاصة ليبيا، مؤكداً أن أمير قطر السابق حمد بن خليفة ساهم في اغتيال الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لأنه كان يحمل أسراراً ضد قطر، وخشي النظام القطري من افتضاح أمره، كما حاول اغتيال سيف الإسلام ولكنه فشل.
وأردف “اختلفنا أم اتفقنا مع سيف الإسلام القذافي ولكن خروجه الآن سيكشف الكثير عن مؤامرات قطر وخداعها لشعب ليبيا ومؤامراتهم ضد العرب” وأردف “لعب النظام -الجماهيري- في ليبيا دوراً فعالاً لكسر نفوذ قطر في فرنسا وإنهاء صلاحية ساركوزي بأدلة دامغة وما كانت تبحث عنه قطر في الحفظ والصون”.