الغد أول صحيفة عربية مالية

لمحة عامة عن المشهد الإنتخابي في فرنسا ..

بواسطة kibaru

تعتبر هذه الانتخابات الرئاسية الفرنسية أشرس انتخابات منذ تأسيس الجمهورية الثالثة ما بعد الاستقلال وأكثرها متابعة وأغربها في نشر الفضائح السياسية .
 
ورغم أن هذه الانتخابات تأتي في ظل أخيب فترة رئاسية قادت البلاد خلال المأمورية الحالية تحت حكم الرئيس /فرانسوا والذي يستغل الوقت بدل الضائع لتحسين صورته حتى يكون الخروج مشرفا نوعا ما التنقلات والإعلانات المكوكية التي يقوم بها سواء في الداخل أو الخارج .. 
 
في ظل كل ذلك يحتدم الخلاف السياسي بين الأحزاب المختلفة والتي لم يعد هناك فقط هناك حزبان مسيطران على المشهد واقصد اليمين واليسار.. وإنما أصبحت الجبهة الوطنية ذات التوجه اليميني المتطرف أكثر تقبلا لدى الضمير الفرنسي حيث تضعها كل استطلاعات الرأي في الجولة الثانية نتيجة خطابها الشعبوي الإقصائي ضد المسلمين وضد الاتحاد الأوروبي؛ 
 
وإلى المقابل لها نجد الجبهة اليسارية بقيادة زان ليك ميلشون صاحب الخطابات النارية ضد الحكومات المتعاقبة. والتي أصبحت أيضا لها أنصارها الكبيرة التي تشغل وسائل الإعلام الفضائية ..
 
أما اليمين واقصد حزب الجمهورين  وحزب ساركوزي فقد قامت بأفضل منافسة انتخابية داخلية لاختيار من يمثلها والتي تمخضت عن فوز المرشح/ فرنسوا فيون والذي أصبح محاطا بسلسلة من الفضائح التي تتعلق بتوظيفها زوجته /بيني لوب فيون ولا زال القضاء ينتظر الحسم في ظل تصاعد الأصوات المنددة لترشحه حتى داخل حزبه ... 
 
أما حزب اليسار التقليدي أو الحزب الحاكم فقد كان في حالة من التمزق السياسي بحيث لا يحسد عليه ؛ عبر سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها حكومة الوزير الأول السابق /مانويل فالس ذو التوجه اليمين بعض الشيء  وكان سببا في امتعاض الرأس العام من سياسات / هولاند نتيجة مواقفه الصلبة ولجوءه لبند 48.3 لتمرير قانونين لم يحصل حتى على أغلبية البرلمان حتى داخل حزبه والذي ذهب فريق من النواب اليساريين لاعتراض قراراته وعلى رأسهم مرشح الحزب الحالي / بينوا هامون الذي فاز في تمهيدية اليمين وفاز على الوزير الأول المذكور سلفا فيما اعتبر ذلك ثأرا له ضد غريمه الوزير .. 
 
أما حزب الخضر والبيئة فيبحث مرشحه/يانيك جادو عن تحالف مع اليسار ولم تنته المفاوضات حول ذلك ومن المتوقع أيضا أن يقود الحوار إلى إشراك الجبهة اليسارية أيضا في قيادة اليسار في حال اتفق المرشحون الثلاثة على الانضواء تحت راية وتحالف واحد وحينها فقط قد يصل اليسار للجولة الثانية حسب رأيي ...
 
 
إلى جانب كل ذلك هناك حزب "إلى الأمام" برئاسة المرشح الرئاسي / مانويل ماكرون الذي خرج من عباءة الرئيس الحالي هولاند وكان مستشاره الاقتصادي منذ 5 سنوات وعينه وزيرا للاقتصاد منتصف حكمه ومكة سنتين ثم استقال بعد اختلاف مع الوزير الأول/ فالس . وأسس حزبه الآنف الذكر والذي استطاع وفي فترة وجيزة أن يجمع حوله مجموعة من الشباب وبعض الأصوات التي تنتمي لعالم المال والطبقة الاقتصادية التي رأت فيه شخصا يجمع بين فرص اليمين وحافظا في نفس الوقت لمبادئ اليسار العامة... وتذهب وسائل الإعلام الحالية انه سيكون الفائز الثاني في الجولة الأولى من هذه الانتخابات .
 
 
هذه كانت لحمة عامة عن المشهد وسنلتقي قريبا للمزيد من تسليط الأضواء على هذا الصراع  ونقدم باقة تحليلية حول برامج المرشحين وموقع المهاجرين والمسلمين خاصة في هذه الانتخابات ...فتابعوا ....
 
 
حمدي جوارا 
 
كاتب مهتم بالشأن السياسي 
 
باريس-فرنسا