الغد أول صحيفة عربية مالية

مالي-فرنسا... حمق محاربة الإرهاب من يصدق؟

بواسطة kibaru

بين عشية وضحاها نسمع ونراقب جمهورية مالي تعبأ إمكاناتها مع حليفتها فرنسا لخوض حرب مشبوهة على ما سمته بالإرهاب في شمالها الطامح بالتغيير، حرب تحت مسمى ( مكافحة الإرهاب ) ، من خلال هجمات مختلفة تمثل اعتداءات قد تكون مدعومة من صانعيها، في خطوة خطرة تمثل اعتداءات عسكرية متناقضة مع القانون الدولي وينتهك المسؤوليات الدولية والسيادة الوطنية المالية، وتحقيق ’’رهائن آرليت ’’ التي قام بها صحفي من فرانس2 خير دليل على ذلك والتي خلعت الستار على الرؤساء ووسطائهم الذين يتقنون فنون لعب الشطرنج للفوز بنصيب في مليارات سرية .

في التحقيق أيضا اتضح أن ليس للمخابرات الفرنسية يد في مقتل الزملاء بإذاعة فرنسا الدولية وتبني عبد الكريم التارقي لمقتلهم ليس إلا خطوة من خطواتهم ولذلك قتل هو أيضا أشهر بعد ذلك لذات الغرض.

ويبدوا أن هناك دولا أخرى من الواضح أنها قد تعهدت بالمشاركة في هذه العملية، للتدخل في لعبة الشطرنج مع فرنسا دون علمهم أو يعلمون و لايبالون!
إن العقلاء والمتابعين للقضية المالية من ألفها إلى يائِها يرون أن إشعال هذه الحرب سيترك عواقب خطرة، وأن الدول المجاورة كذلك  ستتعرض لأزمة كبيرة نظرا إلى حساسية هذه المنطقة، وأن نار هذه الحرب ستنعكس سلبا على المنطقة برمتها ، لأن الحرب لن تبقى محدودة في نقطة واحدة. كما أن خطة هذا الحرب عليها غبار في ظل حرب على الإرهاب يقودها أبناء صناع الإرهاب وأمهاتهم التي سبق وأن استثمرت مليارات الدولارات بالغبار نفسه، هي خطة مشبوهة ومقصودة يراد منها إشغال العالم في حرب أخرى قد تكون بمصلحة هذا الإرهاب الذي تدعمه بعض من هذه الدول المشاركة في حرب مالي مع الإرهاب بطريقة غير مباشرة، فالمليارات التي قدمتها فرنسا لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي خفيةً عن الشعب الفرنسي لا تزال هذه الجماعات تسير بها أمورها.

قد حققت حكومة الرئيس المالي السابق أمدو توماني توري نجاحا واسعا في إبرام صفقات استثمارية مع هذه الجماعات التي يسمونها بالإرهابيين أو إسلاميون، هو النجاح الممثل في جلب السياح إلى الأراضي المالية ويتم اختطافهم لكي تتدخل الحكومة للوساطة بين دول أوربية والخاطفين لتنال نصيب الأسد في الصفقة ، ما يعني أن هذه الحرب الغبراء التي تشنها مالي على الإرهاب لمصلحة الصهاينة وحلفائها بصورة غير مباشرة ، وهذه الإستراتجية يعمل الرئيس المالي الحالي إبراهيم بوبكر كيتا على تطبيقها بتسليمه زمام الأمور إلى فرنسا بتاريخها المملوء بدماء الشهداء، ولبعض قادة الحركات التي تسمي نفسها الأزوادية  دورا هاما في مواصلة مسار الرئيس المالي السابق  الذي يسعى الرئيس الحالي إلى تطبيقه بذكاء، وذلك بمساعدته في وضع الأزمة المالية في زاوية فرنسية-جزائرية ضيقة .

 

حسين أغ عيسى*

صحفي وناشط سياسي