يقول المثل: (كل أناء بما فيه يرشح)
هذا المثل معناه أنك لن تجد في الإناء إلا ما وضعت فيه أي أن من وضع في الإناء ماء لا يمكن أن يجد فيه لبنا بأي حال من الأحوال.
هذا هو الحال بالنسبة للإنسان فإذا تربى تربية مستمدة روحها من الأخلاق الحميدة فمهما فعلنا لتغيير هذا الإنسان عن أخلاقه سنعجز، وكذلك الإنسان الذي تربى تربية سيئة فإننا مهما فعلنا فإن هذا الإنسان لن يفيدنا إلا بما عليه أخلاقه وتربيته، وإن أفادنا حسنا فذلك نادر.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت* فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
مما لا يخفى على أحد ما للأخلاق والتربية الحسنة من دور كبير في إعداد الأبناء على الطريق الصحيح الذي اختاره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لنا.
فالإنسان مهما يكن فإنه لا يكتمل إلا بحرصه على التميز بالخلق الحسن وتمسكه بالتربية المثلى. ونحن عندما نحاول الوقوف على حقيقة هذا الأمر أول ما نتذكره قوله تعالى لرسولنا الكريم: ( وإنك لعلى خلق عظيم) والآية تدل على حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن كمسلمين مطالبون بأن نتخذه غدوة وأن نتمعن قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فالأخلاق هي المنبع الصحيح لإتباع المنهج السليم.
فالأخلاق الحميدة تصنع من الأسر مجتمعا طيبا يمتثل قول الله ورسوله وينشئ أجياله منشئا صحيحا منشأ رسول الله وصحابته.
أوجه ندائي إلى كل أسرة أزوادية (شمال مالي) ربوا أبناءكم تربية حسنة وازرعوا فيهم الأخلاق والقيم النبيلة.
تتضاعف أهمية غرس هذه الأخلاق والقيم يوما بعد يوم في ظل تحديات الواقع الذي يعيشها شبابنا اليوم، تلك التحديات التي تكاد تعصف بكل ما غرس فينا من قيم ومبادئ وأخلاق.
وأشير هنا إلى أن هذه التربية على الأخلاق الحميدة يجب غرسها في الطفل لتنمو وتكبر معه، يقال: (من لم يتعلم في صغره لن يتقدم في كبره).
إلى كل أب وأم فأنتما صانعا أجيال المستقبل فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
ولا يمكن أن نهمل أبناءنا بل من الواجب علينا أن نسعى باذلين كل جهدنا لوضعهم في الطريق السليم طريق الأخلاق التربية الحسنة، يقال: (أطهر الناس أعراقا أحسنهم أخلاقا).
الأخلاق والتربية الحسنة لهما دور كبير في إقامة مجتمع صالح تسوده الرحمة والإيخاء، تغطيه السكينة والوقار، خال من الإنحراف والشذوذ، تستبعد فيه المنكرات، ويعيش فيه الجميع كراما متحابين لا فاسقين ولامتفرقين.
وأختم بمقولة تقول: (إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل). ويكفينا أننا كنا مجتمعا تعد معايبه.
بقلم/ عالي ولد جدو