بحثت عن الجوع في البطون فوجدته في العقول فكيف لشعب يمتلك كل هذه المقومات الحياتية ويضع في مربع الجياع فعلى سبيل المثال في قلب العاصمة المصرية القاهرة الضاربة في العمق الحضاري ستجد أن الكثير من أسطح المنازل تحولت إلى بساتين لزراعة الخضروات لسد الاحتياجات اليومية من هذه الفيتامينات فرغم المساحات الزراعية في دولة مالي الشاسعة فإن الشعب يشتكي من غلاء الخضروات فالبصل يتصدر قائمة الخضروات الأكثر غلاء...
لن يشد أمرا ما انتباه الزائر في الأحياء العاصمية والنائية أكثر من التصاميم الرائعة للعديد من الفيلات المتفرقة هنا وهناك لو قدر لشخص أن يجمع كل هذه الفيلات والمباني الجميلة في منطقة واحدة لكانت المنطقة خيالية وخاصة في المخططات الحديثة والسيارات الفاخرة التي تجوب الكثير من الشوارع فإن التسابق العمراني على المستوى الشعبي على اشده ويشهد توسعا ملموسا وخاصة بين المغتربين فما شاء تبارك الله …
عدد النساء العاملات في مالي يضاهي عدد الرجال وقريبا قد نجد سيدات الأعمال ينافسن الرجال في سوق العمل في المجالين التجاري والمهني وكذا الوظائف الحكومية وما على الرجال سوى التفرغ لأعمال المنزل وتربية الأطفال والتربيع لشرب الشاي الأخضر على عتبة أبواب المنازل...
قد يتفق معظمنا حول ظاهرة سوء التغذية بين الاطفال و البطون الخاوية وانتشار تسول الاطفال بشكل رهيب في كل مكان ولكننا قد نختلف كثيرا في تفسير وربط هذه الظاهرة بظاهرة التسابق والاتساع العمراني المكلف التي تشهدها العاصمة باماكو في العديد من أرجائها رغم ارتفاع أسعار مواد البناء والتشطيبات بشكل عام...
لا اعرف كيف أستطيع القيام بحملة تشجيعية منظمة لاقناع بعض النساء الماليات العاملات خارج بيوتهم والباسطات في االطرقات العامة والشوارع الفرعية للعودة الى منازالهم واحواشهم لانشاء حدائق وبساتين للخضروات لما ستجلبها لهم من فوائد كبيرة مالية وغذائية لسد الاحتياجات الغذائية اليومية للعائلات ذوي الدخل المحدود ولتغذية افراد العائلة من أطفال ومسنين ممن يعانون سوء التغذية والنقص الفيتامينات ويمكن بيع الفائض هذه المنتجات الزراعية في أسواق الخضر…
في الحقيقة التسابق والاتساع العمراني في باماكو رائع جدا ويبدو محرض ومشجعا للمغتربين عامة وقد يزداد روعة واتساعا باستقطاب شركات دولية وجذب مستثمرين كبار لإنعاش الحراك الاستثماري والتجاري دون قيود جمركية وضريبية فالشوارع العامة في العاصمة تحتاج الى من يرصفها بالمباني العامة والمحلات التجارية والفنادق الفخمة والمراكز الحيوية خاصة على امتداد طريق المطار ومداخل العاصمة في إطار تجميل العاصمة وزفها الى مصاف العواصم الجميلة في أفريقيا ولم لا وبماكو هي " عروس النهر " والعروس التي مازالت تنتظر دورها فى التجميل...
الكل في بلادنا يدعي الحاجة المالية حتى النساء المحجبات الواقرات في بيوتهن قبل عقدين أصبح بعضهنا في سوق العمل فقد رأيت بعضهن في سوق الخضروات داخل احيائهن وبعض المحلات التجارية وهذا ليس عيبا فالحاجة غلابة فالنساء الماليات اليوم جميعهن تحتاجن الى تنظيم صفوفهم فهن اولآ ربات بيوت ولابأس في التوظيف المحتشم…
صباح الخير ياجوه الخير….
من عروس النهر باماكو
تمام 09:20 صباحا