وقفت مرة اكلم فتا في سن المراهقة حال بيني وبين الطريق السليم بمحازة المجاري وبعد طلبي له بالتنحي جانبا قلت له لماذا شارعكم هكذا دائما ( مجاري من حمام الاستحمام ) في عمومه وروائح البول اكرمكم الله فقال لي ياعم ننتظر مساعداتكم فقلت له يا ابني حيث أقيم قمت ومعي مجموعة من الشباب بسابقة في حارتنا حيث قمنا بجمع الأموال من السكان والمارين على نفس الطريق وقمنا برصف الطريق جيدا بالاسمنت هذا ونحن في الغربة فكيف وانتم في بلادكم هل تستطيع الحكومات ان تفعل كل ذلك لا اعتقد اننا نستطيع أن نلقي بالوم على الحكومة في بعض الأمور التي يمكننا حلها بالتعاون وان قضينا في سبيل ذلك عامين او ثلاثة جمعا للمساهمات لترصيف طرقنا الفرعية بالحجارة او بالاسمنت...
في دولة السودان البعيدة عن في المسافة والقريبة منا في التركيب والانتماء هناك مدينة إثارة انتباهي وهي الأبيض فقد زرتها لأول مرة منذ 17 سنة وآخر مرة قبل 3 سنوات ومميزات هذه المدينة الكردفانية ان واليها الذي لم أعد اذكر اسمه ممدوح جدا من قبل أهالي المدينة لانضباطه وجديتها واجتهاده لتحديث المدينة سمعت ان هذا الوالي وضع خزينة باسم المدينة يقدم أهالي المدينة مساعداتهم الرمزية لتطوير مدينتهم وبهذه المجهودات يقوم الوالي واعوانه بالرقي بالمدينة عبر انشاء المدراسة والحدائق والمباني العامة وترصيف الطرق هذه الفكرة لوطبقت في حي واحد من أحياء باماكو لحدثت نقلة نوعية مشجعة ومحفزة الأهالي الشوارع الأخرى ومنها إلى الأحياء المجاورة…
تصوروا معي بعد مرور اكثر من عشرين عاما على انطلاقتي في الحياة العاصمية في حي " توركور بغو " فمازال هذا حي يرقد في الظلام ولم يتغير ملامحه بينما نحن كبرنا وتغيرت ملامحنا حتى علا الشيب وجوهنا وفي مكان اخر مزدحم ليس بالبعيد مرورت بإحدى اقدم السفارت " سفارة الجزائر سعيت لحاجتي في حومة " داودا بغو " فصدمت من سوء الطريق وانعدام الإنارة رغم توفر اعمدتها على امتداد الطريق فالظلام في هذا الحي يشعرك بانك في احدى مدن الاشباح فتلك الأضواء الخجولة المنبعثة من بعض المنازل والمحلات تكاد ان تكون سمة معظم الاحياء العاصمية القديمة والمكتظة بالسكان وبالمتاجر فشوارع احياء الضواحي الجديدة تبدو مميزة لذا كان حي كابالا على طريق " جامعة كابالا " احدى خياراتي في السكن…
فما ضر سكان الأحياء العاصمية انارة واحدة على باب كل منزل لإضاءة الطريق لسكان الحي وعابري السبيل وقاصدي بيوت الرحمن في جنح الظلام في صلوات الليل لا أعرف كيف غابت هذه الخطوة عن الأئمة وشيوخ المنابر والوعاظ ليس ديننا يقول ان أبعاد الأذى عن الطريق صدقة فكيف بمن ابعد الأذى بانارة طريق السالكين في عتمة الليل…
مدينة كيندقو وما أدراك ما هي مدينة كيندقو الى ان القاكم في حديث الصباح ولا يطيب لي غير ذلك عن هذه المدينة فلا ذكر لليالي هذه المدينة...
المدين الخضراء سيكاسو كيندغو
بقلم/Abou Fahmi Drame
صورة لا تعبر عن واقع الشوارع في بلادي فالواقع لا يمكن تصوره وتصويره.