الغد أول صحيفة عربية مالية

مجهريات مواطن زائر " 2 "... مالي

بواسطة kibaru

شتان ما بين صالات المطار العاصمي في 1995و2018 اما الفارق فحدث ولا حرج ففي الرحلة لاولى مبنى المطار يشبه الحبوس ولا يوحي بالطيران فالاساسات اكل عليها الدهر وشرب ونام والاجهزة مكسرة هنا وهناك وفريق عمل يعلو الشيب والتجاعيد وجوههم وازياء الموظفين تشبه ازياء مناجم الفحم في ستينيات القرن الماضي اما الاضاءات فخجولة تسندها الكشافات اليدوية والمرتشين متربصين بالمسافرين بالالحاح تارة بالاكراه تارة أخرى في كل زاوية من المبنى وفي الرحلة الثانية شاهدت شيء من العصرنة طاقم شبابي بازياء جذابة وابتسامات عريضة مع قلة الإلحاح في طلب الهدايا...
 
رغم حماسة ولهفة المواطن المغترب العائد أو الزائر يظل الهاجس الغذائي المعيشي يؤرق مضاجع ارباب الاسر في طول البلاد وعرضه وقد يثقل كاهل الزائر لأن الانظار شاخصة نحوه في كل بقاع البلاد امتدادا من العاصمة باماكو وفي مكان إقامتة بالتحديد بين اهله واقاربه فالجود ليس بالموجود لأنه مفقود اصلا لذا الحنين الى العهد السابق ظل كالظل يلازم المواطن المالي البسيط ليلا نهار في  الداخل والخارج...
 
الجديد في مالي وفي عهد الحكومة المالية الحالية 
اولا: معدل أعمار الموظفين شبابية بامتياز نساء ورجالا تعلو هاماتهم الضحكات مدعومة بإرث المداعبة...
ثانيا: تكدس الثانويات العامة بجيل صغير في العمر مراهق غير متمرس قد تعيقه متطلبات الحياة وروح الرفاهية المتنامية في ظل تفشي البطالة وقد يتخرج بعد ثلاثة سنوات ولا يجد فرصة للالتحاق بالجامعات ولا بالتدريب المهني فيظل عالة على أسرته والمجتمع بعد التخرج…
 
فالمغترب الزائر لدولة مالي العظمى بين الفينة والأخر في ظل الحكومة الحالية قد يشعر بامرين عظيمين الأمر الأول هو تسارع وتيرة العمران والابنية الجميلة في باماكو والتوسع فيه وهذه بمجهودات المواطنين  " ذاتية لا حكومية " مع زحمة المتاجر والتجار في كل مكان فالكل تحول إلى تجار قطع وجمل نساء ورجالا واطفالا فالكل يبيع يسوق لبضاعته والقلة هم من يشترون والأمر الثاني مشاهدة البطون الخاوية عن قرب وعلى الارصفة وتفشي سوء التغذية  في مناطق و أطفال يتسولون بإلحاح هنا وهناك فهذين الأمرين محيرين فعلا فكيف يجتمعان في دولة ما على النحو قد احتاج إلى اهل التخصص لأعرف ما امدى ارتباط الأمرين ببعضهما... 
 
مدينة سيقو هي عاصمة الأقاليم الوسطى لما تشهدها من اصلاحات مشهودة فطريق العاصمة من هذه المدينة ذهابا وعودة وشارعها الرئيسي الضارب في العمق والممد طوليا على طول المدينة يشعرك فعلا ان هناك بعض الآمال ولكنك اذا ما عكست المسار في الاتجاه الآخر الذي يعرفه جلنا فمؤكد انك ستحمل بيدك نعش آمالك الى مثواها الاخير قائلا انا لله وانا اليه راجعون…
 
بقلم
/Abou Fahmi Drame
في طريق عاصمة الأقاليم
 الوسطى مدينة سيقو