الغد أول صحيفة عربية مالية
نهاية مهمة رئيس الوزراء في مالي

مرشح الضمير الوطني و الجمهورية الثالثة.(رأي)

بواسطة kibaru

 
 في خطاب إعلان الترشح وضع السيد محمد ولد الغزواني شعبه في صورة برنامجه الواضح المعالم المتصالح مع ماضي البلاد والمتعهد بإصلاح مكامن الخلل ورفع الغبن عمن خدم وطنه ثم قطف حيتان السياسة والمال ثمار انجازاته كما وعد بوضع الرجل المناسب في مكانه وفق لكفاءته ووطنيته وخدمته الصالح العام و رفض الرشى السياسية المتمثلة في تبرعات بعض رجال الأعمال الراغبين في آكل أموال الشعب بالباطل .
 
وقبل الحديث عن مميزات المرشح محمد ولد الغزواني الذي ظهر لجمهوره بجانب والدته وفاء للمرأة التي صنعت مجده علينا أن نعطي المؤسسة التي قدمته للشعب حقها من الاعتراف بالجميل وهي الجيش الوطني الأبن الشرعي للمقاومة وهو الجيش الموريتاني الذي انخرط فيه جميع قبائل البيضان المشاركة في التصدي للاستعمار " في موريتانيا والصحراء الغربية وأزواد " ليكون مؤسسة راعية لشعب البيضان في مناطقه سالفة الذكر وقد أصبحت قيادته بيد جنرالات ينتمون لقباىل البيضان التي لها فروع ممتدة في كل مناطق موريتانيا وازواد والصحراء الغربية و البيت الجامع المدافع عن وحدة مجتمع البيضان المذهبية المالكية الصوفية وهويته ببعديها العربي والأمازيغي المدافع عن إنجازات البيضان ودولتهم موريتانيا ومواطنيها داخل حدودها الجغرافية المعترف بها دوليا او حدودها الثقافية الحضارية الممتدة في الصحراء الكبرى والجاليات المغتربة في مشارق الأرض ومغاربها ،ونضاله الذي يعد امتداد لعمل تراكمي شارك فيه زعماء القبائل ومشاهير العمل السياسي في المقاومة السياسية والثقافية في الخمسبنات ومن سبقهم وأن المؤسسة العسكرية هي من أطاح بحكم الحزب الواحد الذي جعل بلد المليون شاعر يعاني انفصام هوية بين مطرقة الفرنكفونية وسندان الثقافة المحظرية وبفضل مؤسستنا العسكرية أصبح لدينا دستور وتعددية سياسية وتداول على السلطة وحرية تعبير جعلت البعض يملك جرأة تنتقد من وفرها لنا عبر شبكات التواصل .
 
إن المرشح محمد ولد الغزواني ابن الجيش مصنع الرجال وهو حامل ماجستير في القانون والعلوم السياسية وإبن ولي صالح من الزاوية القظفية من أقطاب الطريقة الشاذلية ورجل دولة خدم وطنه في كل مراحل حياته وهو من وضع ونفذ خلف الكواليس الاستراتيجية التي جنبت بلادنا ويلات الربيع العربي وجعلت من موريتانيا واحة للأمن والاستقرار في محيط مضطرب.
 
و قد مرت موريتانيا بمراحل مفصلية أهمها الاستقلال عام 1960 وجمهوريته الأولى التي اطيح بها بعد توريطها الشعب في حرب الصحراء التي كادت ان تعصف بنسيجه المجتمعي ثم مرت بسلسلة انقلابات انتهت بدستور 1992 الذي وضعته اللجنة العسكرية بقيادة الرئيس معاوية ولد الطايع مؤسس الجمهورية الثانية الذي رسخ الهوية البيضانية الموريتانية بدعمه دور المحظرة التنويري و تكريسه سياسة جمع شمل اليضان وجلب الكفاءات العلمية ورؤس الأموال البيضانية ونصرة قضايا البيضان في الصحراء الغربية وازواد لتعزيز الدور الاقليمي الموريتاني وتحقيق انجازات دبلوماسية في الصراع العربي الاسراىيلي عززت علاقاتنا الخارجية والنمو الإقتصادي والحفاظ على استقلالية القرار الوطني .
 
وبعد انقلاب عام 2005 مرت البلاد بمرحلة انتقالية في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي أعطى الأولوية لمكافحة الإرهاب على حساب الاقتصاد وقد تراجعت بعض انجازات عهد ولد الطايع وحلت اولويات أخرى مثل معالجة الإرث إلانساني برد الاعتبار لأنصار حركة فلام بحثا عن الترشح لجائزة نوبل للسلام  وقد ظهرت نتائجه في الانتخابات الماضية عندما انقسمت أصوات البيضان في بلدية عرفات وصوت أنصار حركة فلام واتباع بيرام لصالح المعارضة ودفع الحزب الحاكم في بلدية عرفات ثمن تلك السياسات وهو مؤشر على ما سيكون عليه شكل التصويت في الرئاسيات المقبلة مالم يتم إصلاح مكامن الخلل.
 
وانطلاقا من خطابه ووعوده لشعبه برفع الغبن عن أبناء البيضان الممتدين في طول الصحراء الكبرى وعرضها فإن الشعب ومرجعياته ينتظرون من الجمهورية الثالثة التي ستبدأ بعد فوز وتنصيب الرئيس محمد ولد الغزواني الاستمرار على نهج المقاومة وأبطالها ورموز المجتمع وأن تستمر انجازات عهد الجمهورية الثانية " حقبةولد الطايع " الداخلية ممثلة في لم شمل البيضان لاعادة التوازن العرقي وخارجيا إعادة الاعتبار للسياسة الخارجية مع القوى الكبرى والحيلولة دون اختطاف القرار الوطني من طرف أي محور إقليمي وستكون الجمهورية الثالثة بقيادة الغزواني دولة قانون ومؤسسات دستورية وتكافؤ للفرص بتوظيف طاقات الشباب الموريتاني المبدع والاستفادة من الإعلام بشكليه التقليدي والتفاعلي ليكون جزء من حماية الوطن ومن أعمدة التنمية وخدمة الصالح العام عبر توفير المعلومة الصحيحة وحماية المجتمع من الشائعات والتصدي للحملات الموجه وحماية أجيالنا الشابة من التطرف وكل ما يخالف الذوق العام وتنمية الاقتصاد المعرفي وجلب الاستثمارات من خلال صناعة بيئة جاذبة لرأس المال ومشجعة على توطين وتثبيت الكفاءات وقديما قالوا لكل زمان دولة ورجال ونحن على أعتاب جمهورية ثالثة بكل ما تعينه الكلمة تكون كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وإذا كان هذا الجسد يملك رأسا قويا فيجب ان يكون جسمه كذلك " العقل السليم في الجسم السليم" وقد اصبح لدينا رئيس هو العقل السليم وهو رجل دولة له شرعية انجاز تمتد 40 سنة من العمل المتواصل في مفاصل الدولة و بحاجة لنخب واعية وبطانة تساعده على تحقيق المعجزات و يحتاج منحه تفويضا شعبيا يكون شبكة أمان مجتمعية لتنفيذ برنامجه والوفاء بوعوده التي أطلقها في حفل إعلان ترشحه الذي اعطى الأمل بأنه سيكون مرشح الضمير الوطني بإمتياز .
 
أبوبكر الأنصاري / صحفي وباحث في العلاقات الدولية، مختص في الشؤون الإفريقية