الغد أول صحيفة عربية مالية
نهاية مهمة رئيس الوزراء في مالي المونسما تغلق أخر معسكراتها وتغادر مالي مالي: مساع دبلوماسي

مستقبل صعب ينتظر أطفال مخيمات اللاجئين الماليين

بواسطة kibaru

يعاني عشرات الأطفال الماليين في مخيمات اللجوء في دول الجوار بعد تركهم لمدارسهم بحكم اضطرارهم للنزوح مع عائلاتهم من التشرد والفقر حيث أجبرتهم الظروف القاسية على التسول أو العمل في ظروف صعبة وبأجور زهيدة ليدفع هؤلاء الأطفال الثمن الأكبر رغم أنهم الفئة الأضعف في المجتمع الذي لم يحرك فيه أحد ساكناً من أجلهم.

 

أعمار هؤلاء الأطفال صغيرة لا تتجاوز السبع أو ثماني سنوات، غالبيتهم أطفال نازحون بالشمال المالي من تين بكتو  وكيدال و تودني وقليل منهم جاؤوا من قاوا و موبتي، الأعمار الأكبر تتجه للأعمال الأكثر شقاء، منهم من ينخرط في ورشات البناء أو يعمل كأجير لدى الحرفيين في المنطقة الصناعية للتنظيف والمساعدة ببعض الأعمال الصغيرة في صيانة السيارات وعربات النقل أو غيرها.

 

لا يجيد هؤلاء بغالبيتهم القراءة والكتابة، فحمل ذو التسع سنوات لا يستطيع أن يكتب إسمه الكامل، لم يملك وقتاً للذهاب إلى المدرسة، لأن عمله في أحد المخابز الخاصة يستهلك معظم وقته، كما أن نزوحه منذ عام 2012 مع أسرته إلى مدينة فصالة الموريتانية هرباً من معارك تين بكتو، جعلته ينسى ما تعلمه في المدرسة سابقاً بشكل شبه تام، لا ينوي حمل العودة للمدرسة على الأقل في الوقت الحالي على اعتبار أنه معيل أسرته المكونة من سبعة أفراد، فوالده الذي فقد أحد أطرافه جراء إصابته بشظية لم يعد قادراً على العمل والإنتاج ليصبح حمل باعتباره الابن البكر المعيل الوحيد للأسرة.

 

أحلام الأطفال المتسربين من المدارس مؤجلة:

 

تقول فاطمة ولت سيدي، وهي مدرّسة في إحدى المدارس ،"هناك عدد من هؤلاء الأطفال الذين يتابعون صفوفهم الدراسية إلى جانب عملهم، لكنهم يعتبرون قلة قليلة من غالبية تركت المدارس، فالغالبية العظمى من أطفال هذا المخيم، يلتزمون بالدوام المدرسي لمدة شهر أو شهرين، ثم يختفون فجأة، مع تكرار غيابهم حاولنا حصر مسببات هذه الظاهرة، فكان جواب الأهل أنهم إلتحقوا ببعض الحركات المسلحة أو يهتمون بأعمال الأسرة".

 

عند اقترابك من هؤلاء الأطفال لابد أن تعرف مقدار الشقاء الذي يعيشونه ليتأقلموا مع وضعهم الجديد الذي يقتل طفولتهم، تراهم يطلقون على أنفسهم تسميات تناسب المنطقة التي يتواجدون فيها أو المهنة التي يعملون بها كأجراء، يفعلون المستحيل لجعلك تشتري منهم أو تعطيهم نقوداً، “نريد العودة لبيوتنا”، هذه أولى العبارات التي يحدثونك بها بمجرد سؤالهم عن أحلامهم المستقبلية، فالمدرسة بالنسبة لهم مجرد تحصيل حاصل، سيكون ضمن برنامج حياتهم اليومي بمجرد عودتهم لقراهم ومدنهم، أما الآن فهي مشروع مؤجل مع باقي تفصيلات حياتهم التي فقدوها أثناء رحلة النزوح، قناعة هؤلاء الأطفال بأن الوضع الذي يعيشونه مؤقت، يعطيهم أملاً بفرجٍ قادم مستقبلاً، بالرغم من عدم وجود أي آفاق تبشر بانفراج قريب لأن كل شيء مرتبط باتفاقية الجزائر التي لا يرى لها هؤلاء الأطفال أجل.