تواجه حرية الصحافة والتعبير في الجنوب الليبي صدمة وشيكة بحيث يتعرض الكثير من الإعلاميين إلى محاولات الإغتيال وتهديدات باتت واضحة على ممارسة عملهم.
حسام علي؛ الذي يعمل صحفيا في الجنوب الليبي "لا توجد حرية للصحافة في الجنوب إطلاقا، بمعنى لا يمكن للصحفيين مزاولة عملهم بكل حرية".
ويكشف حسام بأنه لم يعلم بأي محاولة إغتيال مباشرة لأحد الإعلاميين و لكن هناك محاولات إرهابهم بالتهديد ، وذلك لطرحهم مواضيع معينة أو إجبارهم على الخوض في مواضيع محدودة. مؤكدا في الوقت أنه تعرض لتهديد هو و بعض زملائه عندما كانوا ذاهبين لتغطية الإجتماع الذي عقده قائد القوات المسلحة في منطقة الجنوب ``علي كنه`` ببراك الشاطئ الواقع حوالي 50كلم عن مدينة سبها.
قائلا: "ونحن في طريقنا للإجتماع أوقفونا مجموعة من الشباب المسلحين وهددونا بالسلاح وأخدوا كميراتنا وحطموها وصاروا يسبون الإعلام ويهتفون الصحافة تزيف الحقائق". يضيف حسام "إن وضع الإعلام في الجنوب يرثى له لا توجد رؤية موحدة من قبل الإعلاميين و لا وسائل إعلامهم، وللأسف مهنة الإعلام في الجنوب أصبحت مهنة من لا مهنة له وهذا إنعكس سلبا على الدور المهم الذي يلعبه الإعلام من توعية وتثقيف ونقل المعلومات كما هي".
ويجزم حسام بأن "السبب الرئيسي للإنقسام الحالي في ليبيا من وسائل الإعلام الخاصة التي تتحدث عن وجهة نظر مموليها الذين يسعون إلى الكسب المادي والسياسي أيضا بغض النظر عن المصلحة العليا للوطن".
أما أسامة الوافي، إعلامي من سبها فهو يخالفه الرأي، حيث يقول: "إن حرية الصحافة المكتوبة في الجنوب لها بعض الحرية، وأن أغلب القضايا التي باتت تهدد حياة البعض من الإعلاميين هي اجتماعية و قبلية غير واضحة للعيون".
من جانبه يرى عمر صالح صحفي من غات أقصى الجنوب الليبي، بأن كثيرا ما يتعرض الإعلامي في المنطقة الجنوبية إلى التهديد بسبب عدم قبول أحد الأطراف السياسة نقله للأخبار في حال عدم توافقها مع رأيه.
يتابع محدثنا "إن الإعلام في الجنوب أفضل من المناطق الشرقية و الشمالية لأننا في الجنوب نملك حرية التعبير مهما كانت الأوضاع ولاسيما هنا في غات يستطيع الصحفي التعبير كما يريد".
ويشيد عمر إلى الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في المصالحة الوطنية الليبية ومن أهمه نشر الأخبار بموضوعية و حيادية كالإبتعاد عن التوجهات السياسية المختلفة".
أما الإعلامي رياض عبد الكبير، يفيد بأن التهديد التي يتعرض لها الإعلاميين في الجنوب الليبي أغلبها سياسية واجتماعية قبلية لا علاقة لها باستهداف الرأي.
بينما يوضح رياض "أن أكثر وسائل الإعلام ضد المصالحة و تسعى لتأجيج الفتن بين القبائل
في هذا الصدد يصرح عادل بن سلمى، رئيس المكتب الإعلامي للمجلس البلدي بسبها، "رئيي أن لحرية الصحافة في ليبيا عامة والجنوب خاصة مرت بعدة مراحل أهمها قبل ثورة فبراير حيث كان الإعلام موجه ولا وجود لحرية الصحافة والتعبير، وبعد ثورة فبراير شهدت حرية الإعلام انتعاشة حقيقية، صدرت مئات الصحف وخرجت عشرات الإذاعات والقنوات التلفزيونية لكن سرعان ما تقلص ذلك نتيجة التجاذبات السياسية وعدم وجود حماية حقيقية للصحفيين والإعلاميين سواء في الجنوب أو غيره"
ويؤكد عادل بأن وضع مؤسسات الإعلام في الجنوب تعاني مشاكل وعقبات كثيرة خصوصا الحكومية في ظل قلة الدعم وعدم الإهتمام بالكوادر الإعلاميين".