الغد أول صحيفة عربية مالية
نهاية مهمة رئيس الوزراء في مالي

ﺻﻮﻓﻲ .. ﺍﻟﺮﻫﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﺖ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ

بواسطة kibaru
صورة صوفي برفقة نساء قاوا

ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺎﻭا، ﻛﺒﺮﻯ ﻣﺪﻥ ﺷﻤﺎﻝ ﻣﺎﻟﻲ، ﻋﺠﻮﺯة ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﻨﺸﻂ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ، ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺩﻭﻣﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﺑﺼﺤﺘﻬﻦ، ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺒﺮﺭﺍﺕ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻮﺟﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ .
ﺇﻧﻬﺎ " ﺻﻮﻓﻲ ﺑﻴﺘﺮﻭﻧﻴﺎﻥ " ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ - ﺍﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 66 ﻋﺎﻣﺎً، ﻗﻀﺖ ﻣﻨﻬﺎ 25 ﻋﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻲ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻘﻄﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺎﻭا ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﺧﺘﻄﺎﻓﻬﺎ ﺃﻣﺲ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻣﺠﻬﻮﻟﻴﻦ، ﺍﻗﺘﺎﺩﻭﻫﺎ ﺗﺤﺖ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ، ﻟﺘﺘﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺑﻬﺎ ﺁﻟﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﺪﻋﻮﻣﺔ ﺑﺠﻴﻮﺵ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻟﺨﻤﺲ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﺑﺘﻠﻌﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺧﺎﻃﻔﻴﻬﺎ .
 
ﻣﺼﺎﺩﺭ  ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻋﺪﺓ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻣﻠﺜﻤﻴﻦ، ﻭﻣﺪﺟﺠﻴﻦ ﺑﺄﺳﻠﺤﺔ ﺭﺷﺎﺷﺔ، ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺻﻮﻓﻲ، ﻭﺍﻗﺘﺎﺩﻭﻫﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻭﺭﺍﺀﻫﻢ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ ﺃﻭ ﻭﺟﻬﺘﻬﻢ، ﺳﻮﻯ ﺃﻧﻬﻢ ﺧﻄﻄﻮﺍ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﺩﻕ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﻦ ﺿﺤﻴﺘﻬﻢ .
 
ﺍﺳﺘﻨﻔﺎﺭ ﻋﺴﻜﺮﻱ
 
ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻨﻔﺎﺭ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺎﻭا، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻨﻬﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺩﻭﻝ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻋﻠﻰ " ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ " ، ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺑﺎﺳﻢ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺧﺘﻄﺎﻑ : " ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺘﻌﺒﺌﺔ ﻛﻞ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ ﻭﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﺳﺮﻉ ﻭﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ " ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻣﺼﺪﺭ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﺇﻥ " ﺟﻨﻮﺩﺍ ﻓﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ."
ﻭﺗﺄﺗﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﺧﺘﻄﺎﻑ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﻗﻮﺍﺕ " ﺑﺮﻛﺎﻥ " ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻨﻴﺠﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻲ، ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻻﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﻼﺣﻘﺔ ﺃﻱ " ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ " ﻣﺤﺘﻤﻠﻴﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ 550 ﺟﻨﺪﻳﺎً ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻨﻴﺠﺮ، ﻭﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺎﻭا .
 
ﻭﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﺳﻢ " ﻏﺎﺭﻳﻜﻮ " ﻭﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﺧﺘﻄﺎﻑ ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻘﺔ، ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻭﺛﻘﻴﻠﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ ﻣﻴﺮﺍﺝ 2000 ، ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻨﻴﺠﺮﻳﺔ ﻧﻴﺎﻣﻲ
 
ﻗﺼﺔ ﺻﻮﻓﻲ
 
ﺑﺪﺃﺕ ﻗﺼﺔ ﺻﻮﻓﻲ ﺑﻴﺘﺮﻭﻧﻴﺎﻥ ﻣﻊ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺎﻭا ﻋﺎﻡ 1996 ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺯﺍﺭﺗﻬﺎ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻗﺮﺭﺕ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻥ ﺗﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻷﻏﺮﺍﺽ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺃﺳﺴﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﻨﺸﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺳﻮﻳﺴﺮﺍ، ﺑﺪﺃﺕ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺭﺳﻤﻴﺎً ﻋﺎﻡ .1998
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2000 ﺃﺟﺮﺕ ﺻﻮﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻨﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻲ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻣﺮﺍﺽ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻏﺎﻭا، ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺃﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻮﻳﻼﺕ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍً ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺳﻮﻳﺴﺮﺍ .
 
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2003 ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺖ ﺻﻮﻓﻲ ﻣﻦ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺳﻜﺎﻥ ﻏﺎﻭ، ﻭﺃﺳﺴﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺎﻡ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﺳﻢ (AAG) ﻣﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺴﻮﺀ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ، ﻭﻫﻲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺣﺎﺻﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻭﺗﺤﻈﻰ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ .
 
ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﻏﺎﻭا
 
ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﻣﺎﻟﻲ ﻋﺎﻡ 2012 ، ﻭﺗﺼﺎﻋﺪ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻭﺍﻧﺴﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻬﺰﺍﺋﻢ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ، ﻭﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﺎﻣﺎﻛﻮ، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺎﻭا ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، ﺗﺘﻘﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺃﺯﻭﺍﺩ، ﻭﻟﻜﻦ ﺷﺒﺢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍلارهابية ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ .
 
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻮﺗﺮﺓ ﻟﺠﺄﺕ ﺻﻮﻓﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﻨﻰ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺎﻭا، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺎﻫﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻄﺎﻑ ﺳﺒﻌﺔ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻴﻦ ﺟﺰﺍﺋﺮيين، ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﻨﺼﻞ، ﻳﻮﻡ 05 ﺃﺑﺮﻳﻞ 2012 ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﻟﺘﺨﺘﺒﺊ ﻟﺪﻯ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﻟﻌﺪﺓ ﺳﺎﻋﺎﺕ .
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺃﺯﻭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ، ﺃﻗﻨﻌﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻷﻥ ﺑﻘﺎﺀﻫﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺧﻄﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻳﻌﺮﺿﻬﺎ ﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﻄﻒ، ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ .
 
ﻛﺎﻥ ﺧﺮﻭﺝ ﺻﻮﻓﻲ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺎﻭا ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺻﺎﺧﺒﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ، ﻓﺘﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺻﺤﻔﻴﺔ ﻋﻘﺐ ﻭﺻﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺃﺯﻭﺍﺩ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺭﺑﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻗﻄﻌﺖ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻏﺎﻭا ﺑﻬﺪﻭﺀ، ﻣﻊ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ، ﻭﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺇﻧﺎﺭﺓ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﻟﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻨﺸﻂ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .
 
ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺻﻮﻓﻲ ﻋﻦ ﺭﺣﻠﺘﻬﺎ ﻓﺘﻘﻮﻝ : " ﻟﻘﺪ ﻗﻄﻌﻨﺎ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻟﻴﺎﻝٍ، ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ السيارة ﺗﺴﻴﺮ ﺑﻤﻌﺪﻝ ﺳﺮﻋﺔ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ 130 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ " ، ﻗﻄﻌﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺗﺎﻥ 600 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ، ﻣﻊ ﺗﻮﻗﻒ ﻟﻤﺪﺓ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﺇﻧﻬﺎ ﺭﺣﻠﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﺮﺭ، ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻭﺻﻒ ﺻﻮﻓﻲ .
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻫﺎ، ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮية، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻫﻨﺎﻙ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺣﻴﺚ ﻗﻀﺖ ﻋﺪﺓ ﺃﺷﻬﺮ ﺭﻓﻘﺔ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻭﺯﻭﺟتﻪ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻭا ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﻄﻠﻊ .2013
 
ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻮﻓﻲ ﺗﺪﺭﻙ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺽ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻪ ﺑﺈﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺎﻭا ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌﺪﻫﺎ ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺷﻴﺪﺕ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﺎﻡ 2004 ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺳﻴﺒﺎﺳﺘﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺭﺽ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻮﺩﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻟﻲ، ﻳﺆﻧﺒﻪ ﺿﻤﻴﺮﻩ ﺍﻵﻥ ﻷﻧﻪ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﺗﻌﻮﺩ .
ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﻘﻠﺘﻪ ﺻﺤﻒ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ : " ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻹﺩﻻﺀ ﺑﺄﻱ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﻣﻨﻴﺔ، ﻟﻘﺪ ﺗﻠﻘﻴﺖ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﺻﺮﻳﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ .
 
 
المصدر: صحراء ميديا