الغد أول صحيفة عربية مالية

الطوارق " الزوجة وزوجها واللثام"

بواسطة kibaru

قيل في قديم الزمان؛ كانت هناك إمرأة تارقية تزوجت  من رجل محافظ من عشيرتها؛
 
 عاشت الزوجة مع زوجها عشرين سنة ولم تعرف منه سوى المؤدة  الأحترام ؛  ذهبت الأيام والسنين تلوى السنين بزوجين؛فرزقوا بالبنين والبنات؛
 ورغم هذه  العشرة  الطويلة وما فيها من مقاسمة الأحزان وأفراح الحياة؛
 إلا أن الزوجة لم تصادف أن  رأت يوما  ملامح  وجه زوجها؛
ولم تطلب من زوجها ذلك لمعرفتها المسبقة؛
بدرجة تسمك زوجها  الشديد بالثامه
 وحرصه على التقيد بعادات وتقاليد أسلافه القداما؛
 
وفي ذات يوما قررت الزوجة أن تقوم  بزيارة أعتيادية إلى بيت أهلها المجاور لهم في الناحية الأخرى من الوادي...؛
 
 فأخبرت زوجها العزيز بنيتها زيارة عشيرتها القريبة؛
 فرحب الزوج مبتسما تحت اللثام بالفكرة؛ فكيف يرفض لها زيارة أهلها وهو الذي لم يرفض لها طلبا قط؛ 
 
قال : لها غدا صباحا سأكون برفقتك إلى أن أوصلك إلى مضارب أهلك؛
 ثم أعود للبيت لأتتم بعض أعمالي. وبالفعل في صباح اليوم التالي أستيقظت الأسرة باكرا وبدأت الزوجة في تجهيز نفسها لزيارة أهلها؛ والزوج كعادته أستيقظ باكرا قبل أن تستيقظ اسرته فذهب لسقاية ما شيته.وحلب منها ما يحليب ؛ليكون فطور   لأسرته المتكونة من 6 أرواح بعد زواج الأخت البكرى في العائلة؛
 وبعد ما نتهى من أعماله الصباحية مع طلوع الفجر عاد إلى بيته؛ 
والزوجة تنتظره وبالفعل بدأ الزوج في تجهيز الهودج (أهنكه) لزوجته على متن بعيرها (أملال) ركبت الزوجة في هودجها وزوجها يقود أمامها البعير إلى أن
 أوصلها الزوج  إلى مشارف عشيرتها وترك إبنه يقود لأمه البعير وعاد هو مسرعا  إلى بيته؛ 
 
  فدخل البيت و وضع اللثام عن رأسه لتسريح شعره الطويل؛
 معتقدا أن لا أحد سايراه؛
وبعد أطمئن على خلوا البيت من أهله؛ بدأ بدهن شعر رأسه بثمن البقر؛
 وتنظيف لحيته؛
وعادة تسريح الشعر عادة معروفة عند الطوارق إلى زمن قريب؛
 فرجال الطوارق قديما كانوا يسرحون شعرهم ويتفاخرون بطوله وكثافته إلى زمن قريب؛
 وهي عادة تجمعهم مع السكان الأصليين لأمريكيا الاتينية( الهنود الحمر)
لكن في لحظة أنشغال الزوج بتمشيط  شعره حدث ما لا يتوقعه؛
 فقدت؛
عادة الزوجة برفقت أولاده إلى البيت بعد أن وجدت أهلها شدو الرحال في الصباح الباكر.
 بعد أن سمعوا بهطول الغيث النافع في وادي أخر من أودية الصحراء؛ 
وعند دخول الزوجة إلى بيتها تفاجأت بوجود رجل غريب في بيتها؛ 
 فصرخت المرأة للجران وهي تنادي في بيتنا رجل غريب... في بيتنا رجل غريب؛ ورغم صراخ المرأة المتكرر  بقى الرجل في مكانه ساكنا إلى أن وصل الجيران وقبضوا عليه وشدوا وثاقه بجذع شجرة ( تاهجارت) الموجودة  بين  خيام العشيرة ؛
ورغم كل ما حصل من صراخ المرأة ومعاملة الجيران له
 معاملة الص لم يتفوه الرجل  بكلمة بعد؛ .......
 
وبعد أن رفض الرجل الكلام. أستعانوا بحكيم العشيرة:.......:فهيئة الرجل وملامحه وتصرفه لا توحي بأنه لص.
وعندما وصل الحكيم ونظر إلى الرجل
 
 قال : الحكيم للقوم فكوا قيد الرجل وأتركوني معه لوحدنا؛ 
 
رد عليه أحدهم : كيف يحكيم نفك قيده ونتركك لوحدك معه ! 
 
الا تخشى على نفسك منه فنحن لا نعرف عن الرجل شيء. فربما يكون لص أو مجرم أو حتى مجنون؛....
 
 لكن الحكيم أصر على كلامه وطلب منهم للمرة الثانية أن يفكوا قيد الرجل ويتركوه معه لوحده؛
 
نعم سمع القوم لكلام الحكيم ولا شك في ذلك ففي النهاية فو  الأمر الناهي  بينهم؛
 
 وبعد أستجاب  القوم لكلام الحكيم ذهب الكل إلى سبيله وهم في حيرة ودهشة من إصرار الحكيم وغرابة أمر الرجل.
وعندما أصبح الحكيم والرجل المقيد بجذع شجرة (تاهجارت) لوحدهم
 
 أقترب إليه الحكيم وهمس له قائلا : أنا متأكد  أنك لست بلص ولا مجرما ولا بمجنون فمن أنت..؟
 
رد الرجل و بعد لحظات من السكوت والتفكير .... قائلا : إن أخبرتك عن شخصيتي الحقيقية هل ساتوعدني أنك لن تفشي سري لأحد......
 
قال : الحكيم  نعم أوعدك ووعد الحر دين عليه....
 
فقال : الرجل أنا (إغلافتن) صاحب البيت وهذه المرأة هي زوجتي وأولادها هم أولادي. 
 
والقصة هي أنها لم ترى وجهي منذ أن تزوجتها إلى هذا الوقت...... وعندما دخلت علي كنت قد وضعت اللثام على رأسي؛ ......
 
فعتقدت أني لص وهذه هي قصتي الحقيقية ولا أوريد أن يعرفها أحد سواك؛ 
 
أبتسم الحكيم وقال : للرجل
 "من شابه أباه فما ظلم" فقد كنت أعرف أباك وكنت مرافقا له دائما في اسفارنا لم أرا ملامح ووجه إلى أن توفى وكنت ممن قاموا بدفنه وأحتراما له دفناه بالثامه حقا كان رجل حقيقي؛ 
 
الحكيم ..... أنا الأن عرفت وفهمت قصتك كيف التعامل مع أهل بيتك والناس الذين ينتظرون مني أن الشرح لهم قصتك؛ 
 
إغلافتن " يمكنني أن أخرجك أيها الحكيم من هذه المشكلة و ما عليك سوى أن  تجمع القوم وتأتيني باللثامي وملابسي التي كنت أرتديها قبل قليل  سايعرفوا القوم بما فيهم أسرتي من أنا.....
 
 وأتا الحكيم بالثام وملابس الرجل فأعطئه إياه ...... ارتدا إغلافتن لثامه وملابسه فعاد إلى هيئته المعروف فتسارع أولاده إليه أبه أبه فخجل القوم من فعلتهم فبدأو يعتذرون واحد تلوى الاخر ...  فقبل الرجل إعتذارهم وعاد الرجل برفقة اسرته إلى بيته بعد ماتعرفوا عليه!!!!!!
 
وأستمرت الحياة وأستمرت عادة اللثام عند الطوارق رمز العفة والحياء؛؛
 إلى أن أتا جيلنا الذي لم يتخلى فقط عن اللثام بل في طريقه أن يتخلى عن كل ملابسه ولم يتبقى إلا أن نسير في الشوارع ونحن عراة...
 
  ملاحظة:::: القصة خيالية لكنها 
 مستوحا  من واقعة حقيقية..
 
التأليف/ إدول السعيد